تشهد باريس في الخامس من حزيران (يونيو) المقبل مزاداً علنياً ضخماً في قاعة معارض أركوريال الشهيرة، يتخصص في لوحات المستشرقين، وعلى رأسهم ماجوريل. وافتتح «قسم الاستشراق» في قاعة أركوريال الباريسية قبل أربع سنوات، بجهود فرانسوا تاجان وأوليفييه برمان. ثم أثبتت الفكرة نجاحها إذ احتل هذا القسم العام 2011 المكانة الأولى عالمياً في تخصصه، كما حقق خلال السنتين الماضيتين الرقم القياسي، خمس مرات، في حركة زواره ونشاطه الفني ضمن تخصصه ذاته، ما يدفع إلى توقّع رواج ضخم للمزاد المنتظر الذي سيطرح للبيع نحو 50 لوحة، بما يقدر بثلاثة أو أربعة ملايين يورو، وبينها عشر لوحات للفنان ماجوريل. ويُنتظر أن يقسم المزاد قسمين، الأول بعنوان «ماجوريل ومعاصروه»، والثاني شعاره «أضواء الشرق»، علماً أن الأعمال المقدمة جاءت كلها من مجموعات خاصة لمقتنين، وهذا ما يزيد قيمتها. وسيتضمن الجزء الأول عشر لوحات لماجوريل، تتراوح قيمة الواحدة منها بين 20 ألفاً و250 ألف يورو. ويمكن اعتبار مجموعة اللوحات هذه دليلاً واضحاً على موهبة الفنان وقدرته على التنويع في المواضيع التي تناولها، كما في تقنية الرسم الخاصة به. ومن أهم لوحاته تلك التي تُظهر مشهد السوق في مراكش أو القصبة في الجزائر أو مناظر أفريقية جذابة. وسيكون في وسع الزوار التعرف إلى فنانين عاصروا ماجوريل، حال مارسيل أكين، المولودة في الجزائر وشاركت في المعرض العالمي عام 1937 كما كرست الجزء الأكبر من حياتها الفنية لرسم مناظر من أفريقيا السوداء حيث تجولت وعاشت. وهناك أيضاً إيدي لوغران، وهو فنان فرنسي عاش في المغرب، وكذلك أنا كانكو وجوزيه كروز هيريرا. أما «أضواء الشرق»، فهو القسم الذي يتتبع حركة ميزت الأوساط الفنية أخيراً، والتي أسبغت أهمية قصوى على أعمال المستشرقين التي ترمز إلى الجزائر. وستحتل ست لوحات من مجموعة يملكها أحد الهواة الجزائريين مكانة بالغة الأهمية في المزاد. ويبرز هنا أيضاً الرسام إيتيان دينيه، وهو فرنسي اعتنق الإسلام العام 1913، وأمضى بقية حياته في الجزائر وحصل على جنسية البلد. وهو يعتبر الرسام الجزائري الوطني الرسمي، إلى حدّ أن أعماله تعتبرها الدولة الجزائرية كنوزاً حية وتحافظ عليها بحرص كبير، وسيطرح المزاد لوحتين من أعماله.