تسببت الحرائق المتتالية في مرمى النفايات المجاور لحي الحرازات شرقي جدة، في إثارة مخاوف السكان من وقوع كارثة بيئية جراء انتشار الغازات السامة الناجمة عن النيران في سماء الحي. وأكد المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني ل «الحياة» عن عدم مطابقة المرمى للاشتراطات والمواصفات، موضحاً أن الرئاسة طالبت تفريغ المرمى من غاز الميثانين. وقال القحطاني إن استخدام «غاز الميثانين» في مرمى النفايات يتسبب في وقوع انفجارات في باطن الأرض تؤدي إلى اندلاع الحرائق، وانتشار الانبعاثات السامة. من جهته، أوضح المتحدث الإعلامي للدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة المقدم سعيد سرحان ل «الحياة» أن موقع مرمى النفايات الذي وقع فيه الحريق تم تسليمه إلى أمانة جدة للتعامل مع الملاحظات المرصودة عليه، معتبراً أن انبعاث الدخان السام ناتج عن احتواء المرمى على نفايات بلاستيكية. وأفاد المقدم سرحان بأن تحقيقات الدفاع المدني في الحرائق الواقعة كشفت عن اندلاع النيران إثر نفايات متراكمة، وليست بسبب انبعاثات من باطن الأرض. بدوره، شدد الخبير البيئي علي عشقي في حديثه ل «الحياة» عن ضرورة وضع مرادم النفايات في مواقع بعيدة عن النطاق العمراني والسكني، موضحاً أن إنشاء المرادم يجري وفق مواصفات خاصة تتم تحت الأرض لتفريغ غاز الميثانين، وضمان عدم بقائه في باطن الأرض. وعند سؤاله عن سبب الحرائق التي يشهدها المرمى، أجاب «تزداد التفاعلات الحيوية مع حرارة الصيف ما يؤدي إلى اندلاع النيران، فغاز الميثان يتفاعل مع أي مواد عضوية بمعزل عن الأوكسجين في باطن الأرض فيسبب انفجارات تؤدي للحرائق». وتؤكد دراسات صحية خطر المرادم والغازات المنبعثة منها، كان آخرها دراسة صادرة عن منطقة السلام الأخضر البيئية العالمية تفيد بوجود 200 تركيبة من المواد الكيماوية المختلفة في مرادم النفايات. وخلصت الدراسة إلى أن النساء القاطنات في أحياء قريبة من مرادم النفايات مهددات بخطر الإصابة بسرطان المثانة، والدم بنسب تزيد أربع مرات عن الأشخاص العاديين، إضافة إلى إصابة الرجال والنساء على حد سواء بسبعة أنواع من أمراض السرطان جراء السكن قرب المرادم.