تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اتصالاً من الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي اتصل ايضاً بأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وأوضح المكتب الاعلامي لرئاسة الجمهورية اللبنانية انه جرى «التشاور في المعالجات والسبل الآيلة الى ترسيخ الاستقرار». وذكرت «وكالة الأنباء القطرية» أنه جرى خلال اتصال الشيخ حمد وسليمان «استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع في المنطقة»، في وقت أعرب مجلس الوزراء القطري في اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيس المجلس وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني عن «أسفه البالغ للأحداث التي تشهدها الجمهورية اللبنانية الشقيقة»، ودعا «الشعب اللبناني وقياداته الى الحفاظ على وحدتهم الوطنية وتغليب مصلحة الوطن العليا على المصالح الأخرى». والتقى سليمان سفير لبنان لدى قطر حسن سعد واطلع منه على أوضاع اللبنانيين العاملين في قطر، مشيداً باحتضان قطر ومعاملتها لهم، وجرى التشديد على حرص لبنان وشعبه على الأشقاء العرب الذين يرغبون في المجيء اليه. رسالتان الى غُل وبان وبعث الرئيس سليمان رسالتين الى نظيره التركي عبدالله غل والامين العام للامم المتحدة بان كي مون بواسطة المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان ديريك بلامبلي الذي زار بعبدا امس. وذكر بيان القصر الجمهوري ان بلامبلي «استفسر عن الرسالة التي وجهها المندوب السوري لدى الاممالمتحدة السفير بشار الجعفري الى الامين العام وان الرئيس سليمان أوضح أنها لا تستند الى وقائع مثبتة، بل ان التقارير الواردة من قيادة الجيش والاجهزة الامنية اللبنانية تشير الى عكس ذلك تماماً». وفي السياق، أكد مصدر أمني رفيع أن ما تضمنته رسالة مندوب سورية في الأممالمتحدة السفير بشار الجعفري إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أن بعض المناطق اللبنانية المجاورة للحدود السورية أصبحت حاضنة لعناصر إرهابية من تنظيمي «القاعدة» والإخوان المسلمين إضافة إلى تهريب أسلحة وقيام طائرات تنتمي إلى دول معينة بنقل السلاح إلى لبنان وتهريبه إلى سورية بذريعة نقل مساعدات إنسانية للمهجرين السوريين كانت موضع استفسار من قبل الوزراء الذين شاركوا في الاجتماع الأمني الذي رأسه مساء الأحد الماضي رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وخصص لتطويق تداعيات مقتل شيخين من عكار على يد عناصر من الجيش اللبناني. وكشف المصدر الأمني ل «الحياة» أن وزير العدل شكيب قرطباوي هو أول من طلب توضيحاً لما أورده الجعفري في رسالته، خصوصاً أنه ذكر تواريخ معينة حصلت فيها عمليات تهريب السلاح من لبنان إلى سورية. وأكد المصدر أن رسالة الجعفري كانت موضع استغراب خصوصاً لجهة قوله إن باخرة حربية مجهولة الهوية رست مقابل مرفأ جونيه «الاكوامارينا» وقامت زوارق صغيرة بنقل الأسلحة إلى البر لنقلها إلى سورية، في مقابل تأكيد قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي في الاجتماع الأمني أن ما ورد في هذا الخصوص عار من الصحة. ونقل المصدر عن قهوجي قوله إن المكتب المشترك للتنسيق العسكري اللبناني - السوري كان تلقى من الجانب السوري معلومات مفادها أن باخرة حربية أفرغت أسلحة في «الاكوامارينا» في تاريخ 13-3-2012 وكان جوابنا من خلال المكتب أن لا صحة لها، وأن ما حصل في هذا التاريخ بالذات أن مناورة بحرية مشتركة أجريت بين قوات «يونيفيل» العاملة في جنوب لبنان وقوى البحر في الجيش اللبناني. لكن مصدراً وزارياً آخر أكد أن في رسالة الجعفري مجموعة من المغالطات أبرزها أن أسماء بعض الموقوفين بتهم تهريب السلاح من لبنان إلى سورية عائدة إلى مرافقين لقيادات وشخصيات في 8 آذار وأن هؤلاء أوقفوا على الخط العسكري السوري وهم في طريقهم إلى العاصمة السورية وصودرت منهم الأسلحة على رغم أنهم يحملون تصاريح تسمح لهم بعبور هذا الخط. وأكد المصدر أن السلطات السورية أفرجت عن معظم هؤلاء بناء لتدخل شخصيات من 8 آذار إنما بعدما قامت بتدوين اعترافاتهم في محاضر ورد بعضها في رسالة الجعفري، لافتاً إلى أنه لم يسبق لعدد من الأشخاص من تابعيات عربية عدة أن زاروا لبنان وأوقفوا بتهمة تهريب السلاح وبالتالي لا نعرف من أحضر له هذه الأسماء وأوردها في رسالته.