يو بي أي - تعرَّض رئيس مجلس الشعب المصري (البرلمان) سعد الكتاتني، اليوم الأربعاء، لموقف حرج حينما رفض ناخبون أن يتجاوز صفوفهم ليدلي بصوته في انتخابات رئاسة الجمهورية. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، "إن مدرسة جيل 2000 بمدينة 6 أكتوبر (جنوبالقاهرة) شهدت مشادة كلامية بين عدد من الناخبين وبين الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب بسبب مطالبة الناخبين له بالوقوف في الطابور (صف) وعدم تجاوزه". وأشارت الوكالة إلى أن الكتاتني امتثل لطلب الناخبين ووقف في الطابور (الصف) انتظاراً لدوره في الانتخابات. وكان عشرات من النشطاء السياسيين والحقوقيين انتقدوا ما ذكره الكتاتني، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين والأمين العام السابق لذراعها السياسي "حزب الحرية والعدالة"، على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك) من تمنياته بالتوفيق لمرشّح الجماعة لرئاسة الجمهورية المصرية محمد مرسي. وطالب النشطاء، الكتاتني بعدم تناسي موقعه النيابي كمعبِّر عن الشعب كله بجميع أطيافه وتوجهاته، وألا ينحاز لأحد مرشحي الرئاسة على حساب باقي المرشحين. وشهدت العملية الانتخابية منذ صباح اليوم مخالفات عديدة، وأُوقفت عمليات الإقتراع في لجنتين انتخابيتين ببلدة في (شمال شرق القاهرة)، ظهراً لأسباب تقنية وتنظيمية. وقالت مصادر متعددة باللجنة القضائية العُليا المشرفة على انتخابات رئاسة الجمهورية المصرية لمندوبي وسائل الإعلام، بوقت سابق، إنه تم وقف عملية التصويت في اللجنتين رقم 3 و5 ومقرهما المدرسة الثانوية التجارية بمركز "فاقوس" بمحافظة الشرقية (شمال شرق القاهرة) لعدم تطابق الأسماء الموجودة بالكشوف الإنتخابية مع الأسماء باللجنة. وكان مئات المواطنين في قرية "منشأة عاصم" التابعة لمحافظة بني سويفجنوبالقاهرة تظاهروا اليوم إحتجاجاً على نقل مقر لجنة الإنتخابات من مكانها إلى مدرسة مجاورة قالوا إنها تخضع لتأثير التيار السلفي. وقال فتحي عبد التواب الشاعر أحد أهالي القرية ليونايتد برس إنترناشونال، بوقت سابق، إن أهالي القرية قدَّموا شكاوى إلى كل من النائب العام ورئيس مُجمع محاكم بني سويف إحتجاجاً على تغيير مقر اللجنة الرئيسية للإنتخابات من مدرسة "الشعب الإبتدائية" إلى مدرسة "الشهيد نبيل" في القرية. واتهم الشاعر نائباً بالبرلمان ينتمي إلى حزب "النور" السلفي بالضغط على مديرية أمن بني سويف لنقل مقر اللجنة الإنتخابية إلى مقر آخر يخضع لتأثير التيار السلفي، مؤكداً أن ذلك يعد تزويراً واضحاً يستوجب تدخلاً سريعاً من الجهات المختصة. وكانت إنتخابات رئاسة الجمهورية بدأت صباح اليوم الأربعاء في مصر حيث يُدلي المصريون بأصواتهم لاختيار رئيس جديد للبلاد من بين 13 مرشحاً يمثلون مختلف الإتجاهات السياسية والفكرية. ويدلي أكثر من 50 مليون مصري مقيدين بالجداول الإنتخابية، اليوم الأربعاء وغداً الخميس، بأصواتهم من خلال 351 لجنة إنتخابية عامة، و13097 لجنة فرعية في 27 محافظة لإنتخاب رئيس جديد لجمهورية مصر العربية تحت إشراف قضائي كامل. وتنتشر عناصر من الجيش والشرطة مدعومة بآليات خفيفة بمحيط اللجان الإنتخابية، وهي المدارس والأندية الرياضية والساحات الشعبية الشبابية، لتأمينها ولإزالة مظاهر الدعاية الإنتخابية للمرشحين، فيما تمركزت سيارت الإسعاف المجهَّزة حول مقار تلك اللجان لتقديم الرعاية الطبّية للناخبين. وقالت اللجنة القضائية العُليا المشرفة على الإنتخابات الرئاسية، إن نحو 9534 ممثلاً لمنظمات حقوقية محلية وأجنبية، و50 بعثة دبلوماسية معتمدة في مصر، فضلاً عن جامعة الدول العربية ومفوضية الإتحاد الأوروبي والإتحاد الأفريقي يقومون بمتابعة العملية الإنتخابية، فيما يغطيها إعلامياً 2859 إعلامياً وصحافياً مصرياً وأجنبياً مقيماً ووافداً. وكان نحو نصف مليون مصري في الخارج من المقيمين في أكثر من 140 دولة، صوّتوا بالإنتخابات الرئاسية ما بين يومي 11 و17 من مايو/أيار الجاري بمقار السفارات والقنصليات المصرية بالخارج لاختيار رئيس من بين المرشحين ال 13، وهم عمرو موسى، وأحمد شفيق، ومحمد مرسي، وعبد المنعم أبو الفتوح، ومحمد سليم العوا، وحمدين صباحي، وأبو العز الحريري، وخالد علي، ومحمد فوزي، وحسام خير الله، ومحمد حسام، وهشام البسطويسي، وعبد الله الأشعل. وتكتسب الانتخابات الرئاسية المصرية أهمية بالغة كونها أول إنتخابات يشارك 13 مرشَّحاً لاختيار أحدهم لتولي منصب رئيس الجمهورية، بعد أن بقي المنصب الرفيع شاغراً منذ 11 فبراير/شباط 2011 عندما أجبرت ثورة شعبية الرئيس السابق حسني مبارك على ترك الحُكم بعد 18 يوماً من الإحتجاجات السلمية أنهت رئاسته للبلاد التي دامت نحو ثلاثة عقود.