بالرغم من كل ما يعانيه الغزّاويون، يفتخر سكان القطاع بنسبة الأميّة الضئيلة عندهم والتي لا تتجاوز الواحد بالمئة حسب ارقام البنك الدولي. وابتداءاً من الخريف المقبل، سيصبح بإمكان طلاب الصفوف الثانوية في القطاع متابعة حصة "اعرف عدوك" لتعليم اللغة العبرية. فبعد الغاء حصة اللغة العبرية في مدارس القطاع عام 1994، قررت حكومة حماس المصادقة على القرار الجديد الذي يسمح لطلاب القطاع بتعلم اللغة العبرية بدءاًُ من الصف التاسع. وبرر مدير عام وزارة التربية في حكومة حماس محمود مطر لصحيفة نيويورك تايمز الخطوة بقوله "انه يمكننا فهم تركيبة المجتمع الإسرائيلي وطريقة تفكير الاسرائيليين من خلال اللغة العبرية،" مضيفاً:"نحن ننظر الى اسرائيل كعدو ونعلّم طلابنا لغة العدو." وتقول النيويورك تايمز ان حكومة غزة لم تحدد بعد المواد التي سَتُدرّس في العام الدراسي المقبل. الا انها اكدت ان الصفوف ستقسّم الى اربع مستويات بدءاً بالصف التاسع، وستكون متوفرة للشباب والشابات. وسبدأ عشرة الى عشرين مدرسة تقديم هذاه المادة في ايلول/سبتمبر المقبل كمرحلة اولى، قبل الانتقال الى الثانويات ال 180 الباقية في وقت لاحق. وتعلق الصحيفة بالقول انه في حين ينظر البعض الى هذه المادة كصف تدريب لجواسيس مستقبليين، يطرح البعض استعمالات عملية للّغة العبرية. وعلى سبيل المثال، يستطيع الفلسطينيون الذين درسوا اللغة العبرية ملء الاستمارات المتعلقة بالطبابة في المستشفيات الاسرائيلية، اضافة الى فهم الأخبار والعمل في مجال الإعلام. حماس وفتح وقال المسؤول في وزارة التربية في حكومة غزة زياد ثابت ان تعليم اللغة العبرية في الصفوف الثانوية سيبدأ بدابة العام الدراسي المقبل، بعد ان كان محصوراً بالجامعات فقط. ونقلت صحيفة هآرتز الإسرائيلية عن ثابت قوله انّ على الطلاب التعرف على اكبر عدد ممكن من اللغات وان الحكومة تحاول ايجاد وتدريب مدرسين للّغة العبرية. وتضيف الصحيفة ان اللغة العبرية منتشرة في قطاع غزة، خاصة بين الفلسطينيين الذين كانوا يعملون في المدن الإسرائيلية قبل اغلاق القطاع. من ناحيتها، نقلت صحيفة يديعوت احرونوت انتقاد السلطة الفلسطينية لقرار حكومة حماس، اذ قال نائب وزير التربية في رام الله محمد ابو زيد ان السلطة الفلسطينية لم تطرح يوماً تعليم اللغة العبرية في المناهج الدراسية. وأضاف ابو زيد انه من غير المقبول ان يصل الإنقسام بين فتح وحماس الى حد الإختلاف على المنهاج الدراسي. وفيما اعتبر ان لا اعتراض موجود حول تعلم اللغة العبربة، دعا ابو زيد وزارة التربية في غزة الى التشاور مع السلطة الفلسطينية لوضع منهاج موحد للضفة الغربية والقطاع.