تل أبيب- يو بي أي-حرمت وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية التلاميذ في المدارس العربية دراسة الأدب الوطني الفلسطيني منذ قيام دولة إسرائيل قبل 64 عاما، لكنها وافقت مؤخرا، وبشكل غير نهائي، على تدريس بعض قصائد الشاعر الراحل محمود درويش، لا تشمل الوطنية منها، ورفضت طلبات بتدريس القاص الراحل غسان كنفاني وقصائد الشاعرة الراحلة فدوى طوقان. وقالت صحيفة "معاريف" ان مسؤولين كباراً في وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية أصدروا تعليمات إلى مدراء مدارس عربية مؤخرا بتبني منهاج دراسي جديد في مادة الأدب ولكن لم تتم المصادقة عليها بشكل نهائي. واضافت أن المنهاج الجديد يتضمن قصائد للشعراء محمود درويش وتوفيق زياد وسميح القاسم ولا تشمل قصصا لكنفاني وقصائد لطوقان. وتبرر وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية رفضها تدريس أدب كنفاني بأنه كان متحدثا باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بينما تبرر رفضها تدريس قصائد طوقان بأنها كتبت قصيدة هاجمت فيها الجنود الإسرائيليين، في إشارة إلى قصيدة "عند جسر اللنبي" التي كتبتها الشاعرة بعد تنكيل الجنود بها وبآلاف الفلسطينيين لدى عبورهم من الأردن إلى الضفة الغربية. وقالت الصحيفة ان التناقض في سياسة وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية يكمن في أن منهاج تدريس اللغة العربية في المدارس اليهودية يتضمن إمكانية تدريس أدب درويش وكنفاني منذ سنوات عدة واشارت "معاريف" إلى أن وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية تنظر إلى منهاج التعليم في المدارس العربية على أنه ينطوي على "حساسية" وأن المرة الأخيرة التي تم فيها إدخال تعديلات على هذا المنهاج قبل ثلاثين عاما وحتى هذا التعديل تم تطبيقه بشكل جزئي فقط، ورغم أنه شمل قصائد لدرويش إلى أن الوزارة منعت عمليا تدريسها. كذلك أحبطت الوزارة محاولات لإدخال تعديلات على مادة الأدب من خلال إضافة قصائد درويش وزياد والقاسم في الأعوام 2004 و2007 وليس مؤكدا تطبيق محاولات لتعديل المنهاج جرت خلال العام الفائت. ونقلت الصحيفة عن مركز عمل اللجنة التي أعدت تعديل منهاج مادة الأدب في المدارس العربية في العام 2007 الدكتور محمود أبو فنة قوله إن هدف التعديل كان "تنمية التعددية في الآراء والتعايش من خلال التركيز على الهوية الوطنية" لكن قصائد درويش وزياد والقاسم التي قد يتم تدريسها بدءاً من العام الدراسي المقبل لا تشمل قصائد تتعلق بالصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. وقال معلم لمادة الأدب في إحدى المدارس العربية ل"معاريف" إن "هذه قائمة عاقرة" في إشارة إلى القصائد التي تمت المصادقة على تدريسها "ولا يظهر فيها درويش الذي نعرفه". وأكد رئيس أكاديمية اللغة العربية البروفسور محمود غنايم أن رفض وزارة التربية والتعليم تدريس أدب كنفاني وطوقان نابع من أسباب سياسية، وهو ما لا ينفيه المسؤولون في الوزارة.