في ما وصف بأنه فضيحة سياحية تهدد مستقبل السياحة في البلاد، فشل مئات السياح في زيارة مقابر ملوك الفراعنة وملكاتهم ونبلائهم غرب مدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وسط تصاعد المطالب باستبعاد المقاصد السياحية المصرية في الأقصر وأسوان والبحر الأحمر وسيناء مما يسمى بخطط تخفيف الأحمال الكهربائية. وكشفت مصادر في منطقة آثار الأقصر، أن انقطاع التيار الكهربائي عن مقابر وادي الملوك والملكات والنبلاء غرب المدينة التاريخية تسبب في عدم تمكن مئات السياح الوافدين من مدن البحر الأحمر لزيارة آثار الأقصر من دخول المقابر الفرعونية طوال أول من أمس، وسط حال من الغضب بين السياح الذين وصلوا إلى جبل القرنة ودفعوا رسوم الزيارة التي لم يتمكنوا من إتمامها. كما لم يتمكن 400 سائح وسائحة من جنسيات مختلفة من زيارة مقبرة الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، وطالبوا باسترداد قيمة رسوم الزيارة، لكن المسؤولين في منطقة آثار القرنة رفضوا رد قيمة رسوم الزيارة لهم، فيما نظم عدد من المرشدين السياحيين وقفة داخل منطقة وادي الملوك الغنية بمقابر ملوك الفراعنة غرب الأقصر في محاولة لإيصال مطالبهم إلى الحكومة باستثناء المدن السياحية والمزارات الأثرية من خطط تخفيف أحمال التيار الكهربي لحماية سمعة مصر السياحية. وأشارت المصادر إلى تعطل ماكينات توليد الكهرباء داخل المقابر الفرعونية في الأقصر وحاجتها إلى بطاريات بصورة عاجلة، وقالت إن منطقتي آثار القرنة والأقصر توردان حصيلة الزيارة إلى حسابات وزارة الآثار والتراث، ولا تملكان المبالغ اللازمة لشراء البطاريات المطلوبة لتشغيل ماكينات توليد الكهرباء داخل المقابر في حال انقطاع التيار الكهربي، فيما ترفض الوزارة تلبية حاجات المنطقتين بدعوى العجز الدائم في الاعتمادات المالية، الأمر الذي يهدد مستقبل السياحة في الأقصر، ويسيء إلى سمعة مصر في الأسواق السياحية العالمية. وانتقد نائب رئيس غرفة وكالات السفر والسياحة في الأقصر محمد عثمان ظاهرة انقطاع التيار الكهربائي حتى داخل المقابر الفرعونية، وقال: «ما ذنب مئات السياح الذين استيقظوا فجراً قاطعين مئات الكيلومترات من مدن محافظة البحر إلى الأقصر لزيارة مقابر توت عنخ آمون وملوك الفراعنة وملكاتهم ونبلائهم، ثم يعودون من حيث أتوا من دون أن يتحقق الهدف من رحلتهم».