تعرضت بلدة البصيرة في دير الزور التي يتمركز فيها المئات من معارضي النظام إلى قصف بالمدافع المضادة للطائرات ومداهمات وذلك بعد قليل من زيارة قام بها المراقبون الدوليون للبلدة حيث خرج المئات لاستقبالهم. وأفاد ناشطون وشهود أن قوات النظام أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين لمنعهم من استقبال المراقبين، ما أسفر عن مقتل شخصين على الأقل وإصابة آخرين. وتقدم بعثة المراقبين في سورية (أنسميس) تقريرها الخطي الأول عن عملها الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون غداً الخميس، عملاً بقرار مجلس الأمن 2043 على أن يناقش المجلس التقرير، المتوقع أن يكون في نحو 6 صفحات، الأربعاء المقبل ويستمع في اليوم نفسه الى إحاطة من المبعوث الخاص كوفي أنان، بحسب مصادر مجلس الأمن. وواصل المراقبون زيارتهم لمناطق عدة في سورية، بينها بلدة نوي في درعا وخان شيخون في إدلب. وأفاد ناشطون أن المراقبين نجحوا في خان شيخون في التوسط بين المعارضين والسلطات السورية لإطلاق سراح ثلاثة معتقلين من المدينة احتجزوا منذ نحو أسبوعين، مقابل تسليم المعارضين دبابة تابعة للنظام تم الإستيلاء منتصف الشهر الحالي. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن خمسة أشخاص قتلوا اثر انفجار عبوة ناسفة بحي القابون في دمشق، كما سمعت فجراً أصوات انفجارات وإطلاق رصاص في مدينة دوما بريف العاصمة قبل أن تدخل القوات النظامية إلى أحيائها وتنتشر في محيطها. من جانبها افادت الهيئة العامة للثورة السورية أن أربعة أشخاص قتلوا في كل من درعا وحماة وإدلب وحمص. وأوضحت أن حي القصور بحمص استهدف بقصف عنيف بقذائف الهاون والأسلحة الثقيلة. في موازاة ذلك، وفي شريط فيديو بث أمس على موقع «اوغاريت» المعارض أعلن العميد حيدر حسن ناصر من وزارة الداخلية انشقاقه وانضمامه إلى المعارضة. وقال العميد ناصر الذي أظهر بطاقة هويته خلال التسجيل انه ينشق «لما حدث في سورية من جرائم... خاصة حيي القصور والخالدية في حمص». وفي نيويورك، أكدت مصادر وثيقة الصلة بقيادة «أنسميس» أن البعثة «أصبحت مستعدة للبدء في المرحلة الثانية من عملها بعدما شارفت على استكمال انتشارها بكامل قدراتها». وقالت إن في سورية اليوم 266 مراقباً عسكرياً من أصل 300، إضافة الى 81 موظفاً مدنياً، وإن «البعثة ستكون قد أنجزت انتشارها الكامل بحلول الأربعاء المقبل»، موعد جلسة مجلس الأمن المخصصة لمناقشة تقرير البعثة والاستماع الى أنان. وعلقت مصادر غربية على الكلام عن «الانتقال الى المرحلة الثانية» بالقول ان «الانتقال الى العملية السياسية في سورية لن يكون مهمة سهلة على الإطلاق مع استمرار النظام السوري في أعمال العنف وعدم تقيده بالتزاماته». لكنها شددت على «أن إمكان تحقيق تقدم لا يزال قائما وألا لما كنا أرسلنا المراقبين الدوليين الى سورية». وقال قائد بعثة المراقبين الجنرال روبرت مود «إنه لمن المشجع أن نرى مدنيين ومراقبين عسكريين يؤكدون أن إرادة الحوار تزداد باضطراد»، في سورية. وأضاف ان النقاش الآن هو حول «كيفية بناء الثقة على الأرض من خلال إجراءات وخطوات، والانتقال من هناك الى السير في الاتجاه الإيجابي».