تكثر الأسماء في مهرجان «كان» السينمائي فتلتبس الأمور على المتابع، هل يتابع الحضور، أم الأفلام، أم أسماء المصممين الذين «فازوا» بدور على السجادة الحمراء. وقلّما يهتم مصمم أزياء لترداد اسمه بين الحضور في المهرجان السينمائي بامتياز، ما يهمه هو أن يتردد اسمه مقترناً بواحدة من الحضور، لأن ذاك يعني أنّ هذه الممثلة أو تلك المغنية أو العارضة العالمية أو الوجه المخملي اختارته من دون غيره من الأسماء لترتدي واحداً مما ابتكر فنال إعجابها قبل أن تظهر به على السجادة الحمراء، في واحدة من أكثر الطلاّت الأساسية لعالم المشاهير. أسماء كثيرة برزت هذا العام على حساب أخرى، حتى بدت السجادة الحمراء أسبوع موضة موازياً حجز فيه كل مصمم مكاناً ب «أهمية» ما قدّمه خلال العروض التحضيرية للمواسم. ولكن يبقى هذا «الأسبوع» انعكاساً عملياً للإعجاب الذي نالته مجموعة من دون أخرى. غياب اسم مصمم عن التداول في مهرجان كمهرجان «كان» السينمائي لا يعني فشل مجموعته بالضرورة، وإنما من دون أدنى شك يعكس عدم محاكاة هذه المجموعة لشريحة كبيرة من السيدات «السفيرات» في عالم الموضة. يقف المتابع أمام اسم ممثلة ما تألقت بأكثر من فستان، لمصممين مختلفين بالذوق والجنسية، فتختلط عليه الأمور: من ألقى بفضله على الآخر، هل مَن ارتدت الفستان أبرزت جماليته، أم أن الفستان هو من ألقى بسحره على طلّتها؟. ولكن عندما يغيب اسم الوجه لمرات من أجل التركيز على تفصيل ما في فستان، حتى اسم مصممه لم يظهر مباشرة، فإن لذلك دلالة حتمية على أن الكاميرا والأنظار تتجه إلى تفاصيل الأزياء بصرف النظر عمّن ارتداها أو صممّها، ما يؤكد أن الثوب سيفرض نفسه حتماً. ولأن لكل من العناصر أو المعنيين بطلّة هذه الممثلة أو تلك علامة، يظهر خبراء الموضة يوزّعون الانتقادات على اختيارات كل من الحاضرات، من الثوب إلى أصغر الأكسسوارات المستخدمة.