في الذكرى السنوية الأولى لوفاته، تذكرت مدينة ميونيخ الألمانية الشاعر فؤاد رفقة في أمسية ثقافية أحياها مجلس الشعر في العاصمة البافارية تكريماً لذكراه هو الذي كان جسراً بين الثقافتين الألمانية والعربية. في القاعة كان الجمهور في غالبيته ألمانياً، تتقدمه أورزولا هويسكين المديرة السابقة لمجلس الشعر وصاحبة المبادرة في إحياء هذه الأمسية (بالاشتراك مع الشاعر السوري فؤاد آل عواد)، وهي تعتز بحضور فؤاد رفقة، وإنْ غائباً، في المشهد الثقافي الألماني. وعلى المنصة أدار الكاتب العراقي نجم والي الحوار الذي شارك فيه الشاعر والناشر الألماني المعروف ميشائيل كروغر، وفؤاد آل عواد متحدثين عن «رفقة في أحضان الشِعر والفلسفة» و «سفير الثقافتين الألمانية والعربية». بدأت الأمسية بكلمة المديرة الحالية لمجلس الشعر في ميونيخ ماريا غاتسيتي فأوجزت مسيرة الشاعر رفقة الإبداعية وأضافت: «كان من أهم الشعراء غير الألمان الذين قرأوا قصائدهم هنا في مجلس الشعر، وربما أقربهم إلى قلب القارئ الألماني، إذ خاطبه بلغة قريبة إلى لغته». بعد عرض فيلم تسجيلي قصير تخللته لقطات لرفقة في ميونخ وبعض أمسياته وحواراته في مجلس الشعر، استهل نجم والي الندوة متحدثاً عن علاقته بالشاعر من خلال لقاءاتهما المتعددة في السنوات الأخيرة والانطباعات التي تكونت لديه: «تعرفت إلى رفقة «الإنسان» المتواضع وليس «الشاعر» المتواضع كما يرغب البعض في تسميته». واستهل ميشائيل كروغر مداخلته بالقول: «صوت رفقة الشعري يذكرني بهايدغر الذي طرح في شعره موضوع الزمن والمكان أيضاً. وبعض الأحيان يذكرني بكافكا، الصوت المنخفض المليء بالحزن والذي يدفع الروح إلى التأمل». وعن المواضيع التي اختارها رفقة في قصائده قال كروغر: «ما إن قرأت قصائده حتى اتضح لي أن هذا الشخص عربي الخط واللغة لكنه ألماني الفكر». واختتم كروغر بالإشارة إلى المناخ المسيحي عند رفقة وذكر أنه «واضح جداً في قصائده. لقد وظف العناصر الدينية في قالب شعري لا تشوبه شائبة الدين. وأستطيع أن أسميه المتصوف المسيحي». وتحدث فؤد آل عواد الذي ترجم قصائد لفؤاد رفقة إلى الألمانية، عن مساهمات فؤاد رفقة القيمة في إيصال الشعر الألماني إلى القارئ العربي. وقال: «لو لم يكن رفقة شاعراً لما نجح في ترجمة الشعر الألماني إلى العربية، لأن الترجمة المهمة تتطلب خلق نص جديد يوازي النص الأصلي، يحافظ على روح الشِعر في لغته الأصلية، ويعكسه بصدق في اللغة الأخرى. من البداهة القول إن المترجم يجب أن يتقن اللغتين، وأن ينقل المضمون بأمانة، لكن الفارق بين ترجمة الشعر عن ترجمة النثر، أن القصائد المنقولة إلى اللغة الثانية تحتاج إلى شحنة شعرية». واستمع الحاضرون إلى قصائد لفؤاد رفقة باللغتين الألمانية والعربية.