«الحياة»، أ ف ب، رويترز - واصلت القوات النظامية السورية قصفها لمدينة الرستن في محافظة حمص في وسط البلاد، أحد معاقل «الجيش السوري الحر» الذي وصفه الرئيس السوري بشار الأسد بأنه «عصابة مجرمين»، وعززت القوات الحكومية هجماتها على الرستن ومجمل ريف حمص. وقال ناشطون وشهود من المدينة إن السكان والمقاتلين «لا ينامون» من شدة القصف المتواصل ليلاً ونهاراً. في موازاة ذلك قالت لجان التنسيق المحلية في سورية إن قوات الأمن والجيش النظامي قصفت في شكل عنيف فجر أمس حيي الخالدية وجورة الشياح في حمص، وأفادت بسماع دوي انفجار ضخم في مدينة دير الزور، في حين هز انفجاران حيي الجميلة والفرقان بمدينة حلب. ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط ستة قتلى على الأقل: اثنان منهما في إدلب، واثنان في دمشق وريفها، وآخران في درعا والرقة. وقالت إن قتيلي إدلب سقطا متأثرين بجروح أصيبا بها في مجزرة خان شيخون. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أمس إن «مدينة الرستن تتعرض لقصف عنيف من القوات النظامية»، مشيراً إلى أن وتيرة القصف تصل إلى ثلاث قذائف في الدقيقة. ودعا المرصد السوري المراقبين الدوليين إلى التوجه إلى الرستن التي يعمل النظام على «تدميرها تدريجاً». وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن إن الهدف من الحملة العسكرية لقوات النظام «منع الناس من النوم ليلاً وتحطيم معنوياتهم». وتحاصر القوات النظامية منذ أشهر هذه المدينة الواقعة في الريف الشمالي لمدينة حمص. وحاولت اقتحامها مرات عدة بعد سيطرتها على حي بابا عمرو في مدينة حمص في مطلع آذار (مارس)، وكان آخر هذه المحاولات الاثنين عندما دارت اشتباكات عنيفة على مدخل المدينة أسفرت عن مقتل 23 جندياً نظامياً. وذكر ناشطون في الرستن لفرانس برس إن المدينة «تتعرض لقصف غير مسبوق يرمي إلى إحباط السكان وعناصر الجيش الحر المدافعين عنها»، مستبعدين «في الوقت الحالي إمكانية اقتحام القوات النظامية لهذه المدينة» التي يتركز فيها عدد كبير من الجنود والضباط المنشقين عن الجيش. وفي ريف دمشق، نفذت القوات النظامية أمس حملة مداهمات واعتقالات في بلدتي عربين وكناكر ترافقت مع أصوات إطلاق رصاص، بحسب المرصد. ووقعت اشتباكات في مدينة القطيفة بعد منتصف الليل بين القوات النظامية وعناصر انشقوا عنها. وبث ناشطون صوراً على مواقع الثورة السورية على الإنترنت لتظاهرة في بلدة عربين بريف دمشق، ردد المشاركون فيها شعارات مناهضة للنظام. واقتحمت القوات النظامية السورية مدينة درعا في جنوب البلاد وانتشرت في مناطق عدة «في محاولة لكسر الإضراب العام» في المدينة، بحسب المرصد الذي تحدث عن «إطلاق رصاص كثيف في أحياء عدة». وقالت الهيئة العامة للثورة إن أحياء درعا شهدت إضراباً عاماً تضامناً مع الطفلة المعتقلة ريتا جمال جهماني، وأضافت أن القوى الأمنية أطلقت النار على المنازل في شكل عشوائي لإجبار الناس على فك الإضراب. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن انفجارين هزا صباح أمس حيي الجميلة والفرقان بمدينة حلب. وذكر المرصد أن معلومات أولية وردت تفيد بوجود جرحى نتيجة انفجار عبوة ناسفة في حي الفرقان، وأشار إلى سماع صوت انفجار منتصف الليل في حي بستان القصر، كما سُمع صوت انفجار شديد في أحياء السكري والصاخور الكلاسة وباب النيرب بحلب. يأتي ذلك فيما أقر أحد المراقبين التابعين للأمم المتحدة في حوار دار بينه وبين مواطنين سوريين في إدلب، بإطلاق النار من قبل قوات جيش النظام على المدنيين الذين كانوا يشيعون قتلى في خان شيخون قبل يومين، مما أدى إلى سقوط أكثر من ثلاثين قتيلاً وإصابة سيارة تابعة للمراقبين. وكانت الهيئة العامة للثورة قد قالت إن نحو 44 شخصاً قتلوا أول من أمس بنيران الجيش السوري معظمهم في حمص ودرعا، في حين ذكر ناشطون أن قوات النظام السوري أعدمت 15 شخصاً ميدانيا في حي الشماس بمدينة حمص، كما اعتقل أكثر من 150 شخصاً وتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة. وعلى رغم وجود حوالى مئتي مراقب في سورية حالياً، تستمر أعمال العنف وحملات الدهم والاعتقالات في البلاد. ووضع كوفي أنان وسيط الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية خطة لحل الأزمة السورية، بدأ بموجبها منذ أكثر من شهر تطبيق وقف لإطلاق النار يتم خرقه يومياً. وتنص الخطة على سحب الآليات العسكرية من الشوارع والإفراج عن المعتقلين وإيصال المساعدات الإنسانية. كما تنص على نشر مراقبين دوليين للتثبت من وقف أعمال العنف.