عشية انطلاق سباق الترشح لمجلس إدارة هيئة الصحافيين في دورتها الجديدة؛ فتح صحافيون النار على مجالس الإدارات السابقة للهيئة منذ ولادتها، مؤكدين أن الهيئة «لم تقدم أي شيء يشفع لها أمام الصحافيين». وقال سكرتير التحرير بمكتب الرياض الإقليمي لصحيفة «الوطن» تركي الصهيل أن الهيئة منذ إنشائها «لم تقدم المأمول منها، ولم تقدم أي شيء يذكر منذ نشأتها للمنتسبين لها». وتمنى أن يخرج أحد من زملاء المهنة ليؤكد أنه استفاد من الهيئة أو قدمت إليه شيء خدمه، وقال: «أنا على استعداد لسحب كلامي شريطة أن يخرج أحد زملائي ليؤكد استفادته من الهيئة». ووصف الصهيل عدم إخراج الهيئة منذ نشأتها لأي بيان إدانة ضد مسألة تعرض لها صحافيون من جهات حكومية ب«غير المعقول»، وربط ذلك بإخراج الهيئة بياناً «يتيماً» كان معني بإعلامية أجنبية تعرضت لمحاولة اغتيال خارج السعودية وتحديداً في دولة لبنان. وتساءل: «أيعقل ألا تخرج الهيئة بيان إدانة مساندة لصحافي سعودي، وفي النهاية تخرج بياناً يتيماً يدعم صحافية أجنبية». وشدد الصهيل أن من يعتقد بأن دور الهيئة يتوقف حول تدريب الصحافي بأنه «مخطئ»، لكون الهيئة «لم تقم بهذا الدور من الأساس»، مبيناً أن هدف الهيئة المفترض يكون «بالمحافظة على أعلى درجات الحرية بالطرح الإعلامي، والتصدي لأي محاولة تسعى لتضييق الخناق على الحرية الصحافية». واختتم الصهيل حديثه بأن الصحافيين لا ينتظرون من الهيئة دورات تدريبية وتخفيضات طيران كما تعمل عليها منذ مجلس إدارتها الماضية، بل إن ما ينتظره الصحفيون يتمثل حول وقفة الهيئة معهم ضد أي مسألة يتعرضون لها من الجهات الحكومية أو أمور متعلقة بالشق المادي. من جانبه، قال مدير تحرير الشؤون الاقتصادية في صحيفة «الشرق الأوسط» للطبعة السعودية الزميل مساعد الزياني: «كل شخص يحلم بأن يكون هناك جهة تنظم عمله وتساعده في تنفيذه، ومع انطلاق الهيئة كان لدى الإعلاميين حلم أن تكون الهيئة خير معاون لهم في العمل، وتستطيع الانتصار لهم في أخذ حقوقهم». وأضاف: «تحمسنا في بداية إنشائها وشاركنا بها بكل جهد ووقت لإنجاز هذا المشروع، لكن الأمر اختلف بعد مضي دورتين من انطلاقتها، إذ تبين لنا أن الهيئة لم تقدم جزءاً بسيطاً مما قدمه الإعلاميون لها». وزاد: «أصبح لدى بعض الصحافيين - وأنا منهم - عدم اهتمام بالمشاركة في أعمال الهيئة، ولن أترشح لها ولن أنتخب». وشدد الزياني على أن إعادة الروح للهيئة من مجلس إدارتها المزمع ترشحهم اليوم، إضافة إلى إيجاد خطط استراتيجية ورؤية قوية لها شروط كفيلة بعودة الصحافيين لدعمها مجدداً. من جانبه، أكد نائب مدير الإعلام الجديد في صحيفة الجزيرة إبراهيم الناشري أن هيئة الصحافيين لم تتعاطَ مع هموم الصحافيين خلال السنوات الماضية، ولم تقدم لهم الدعم الكافي، وأهملت جانبين مهمين يتعلقان بالتنظيم والحقوق». ويؤكد أن الهيئة لم تكن آليات عملها واضحة لوجود مشكلة في التنسيق بينها وبين وزارة الإعلام، وهو ما جعلها تصارع كثيراً من أجل إثبات وجودها وأهمية عملها، موضحاً أنها تتطلب كثيراً من العمل والجهد لتحقق أهدافها. وتابع: «تحتاج في الوقت الراهن إلى دماء شابة، لها حضور فاعل في الوسط الصحافي، وأعضاء متفرغين ليكون تفاعلهم أكبر من القضايا والأحداث، إلى جانب تسهيلات لعمل الصحفيين، خصوصاً الميدانيين منهم». بدوره، أكد الصحافي في صحيفة «المدينة» سالم الشريف عدم اشتراكه في عضوية الهيئة منذ إنشائها». وعزا الشريف ذلك إلى عدم تقديم الهيئة أي شيء يذكر منذ نشأتها، مشيراً إلى أن هيئة الصحفيين السودانية تمنح منسوبيها خصومات على الأراضي السكنية تصل إلى 50 في المئة، «بينما هيئة الصحفيين السعودية تأخذ من منسوبيها رسوم اشتراك ولم تقدم لهم شيئاً». وتمنى الشريف من المترشحين الشبان أن يقوموا بتوقيع اتفاقات تبين أن مرجعية الصحافي «الهيئة» وليس مؤسساتهم الإعلامية، وأن توقع اتفاقات مع الفنادق والبنوك تكون لمنح الصحافيين تسهيلات مادية.