كشف استشاري جراحة أوعية دموية، أن حصيلة خسائر المملكة البشرية من الحوادث المرورية، بين العامين 2003 و2006، زادت بنسبة 13 في المئة. فيما ارتفعت بين العامين 2009 و2010، إلى 16 في المئة. وقارن الاستشاري في مستشفى الملك فهد في الأحساء الدكتور محمد الممتن، بين ضحايا الحوادث المرورية في السعودية، وقتلى الاعتداءات الإسرائيلية، في حربين شنتهما على لبنان وغزة، ففي حرب العام 2006 على لبنان قُتل 1200 شخص، في مقابل 6142 قتلوا في الحوادث المرورية في السعودية خلال العام ذاته. أما في العدوان على غزة في العام 2009، فقتل 1350 شخصاً، فيما قتلى الحوادث في السعودية بلغوا 6124 شخصاً. كما قارن الممتن، في عرضٍ قدمه خلال «المؤتمر الدولي للإصابات والحوادث»، الذي افتتحه أمس، مدير الشؤون الصحية في الأحساء الدكتور عبد المحسن الملحم، بين وفيات حوادث السير عالمياً، «فلكل مئة ألف يتوفى ستة أشخاص عالمياً. وفيما يتوفى 15 شخصاً في أميركا من بين كل مئة ألف شخص. يتوفى في المملكة 49 شخصاً لكل مئة ألف. على رغم أن نصف المجتمع السعودي لا يقود السيارة»، في إشارة إلى المرأة، لافتاً إلى تقارير أشارت إلى أنه «كل 40 دقيقة يُتوفى شخص، نتيجة حوادث السير، وكل ساعة تحدث أربع إعاقات، نتيجة 30 حادثة تقع، وينتج منها إصابات شديدة الخطورة»، مبيناً أن «حوادث السير تستهلك مقدرات مالية كبيرة، وتشغل 30 في المئة من قدرة المستشفيات». وكشف أن محافظة الأحساء «شهدت انخفاضاً في نسبة وفيات الحوادث إلى 12 في المئة عن السنوات الماضية»، عزاه إلى «اكتمال بعض مشاريع البنية التحتية، والتوسع في الطرق الدولية، وتحسن الخدمات الصحية، ووجود الكادر الطبي المتخصص في عدد من الإصابات، والذي بدوره أسهم في خفض نسبة وفيات حوادث السير». ولفت الممتن، إلى دراسات أجريت عن الحوادث المرورية في الأحساء، أظهرت أنها «استحوذت على 17 في المئة من مجمل حوادث السير التي وقعت في المملكة، وأن 88 في المئة من الوفيات تحدث في مواقع بعينها، وأربعة في المئة من ضحايا حوادث السير يُتوفَّون عند وصولهم المستشفى، وثمانية في المئة من حالات الوفاة بعد إدخالهم المستشفى، نتيجة مضاعفات الإصابة»، مبيناً أن هناك «حالة وفاة لكل تسع إصابات تصل إلى المستشفى، نتيجة حوادث السير». وأبان أن «7.4 في المئة من مراجعي قسم الإسعاف في مستشفى الملك فهد مصابون في حوادث مرورية، و57 في المئة من المنومين في أسرة المستشفى مصابو حوادث». بدوره، قال مدير «صحة الأحساء» في كلمته: «إن المؤتمر يناقش معالجة الإصابات الخطرة التي تنتج من حوادث السير، ووضع حلول سريعة للحد من ازدياد هذه الحالات، سواءً الوفاة أو الإصابات، والوصول إلى الطرق الطبية المتطورة، ضمن السعي إلى تقديم أفضل الخدمات الصحية للمواطن والمقيم». من جانبه، أبان نائب رئيس «غرفة الأحساء» باسم الغدير، أن الأحساء تشهد «حراكاً اقتصادياً وتنموياً وسياحياً وصحياً كبيراً، من خلال عقد المؤتمرات، التي تحظى بمشاركة عالمية ومحلية، ليصب في معين المبادرات النوعية والمحاولات الحثيثة، للِّحاق في ركب التنمية والتطوير، والإسهام في الحركة الاقتصادية». وقال المدير التنفيذي لمستشفى الموسى مالك الموسى: «إن المملكة تحتل مرتبة متقدمة على مستوى دول العالم في معدلات الإصابات الناجمة عن الحوادث. ما جعلنا ننظم هذا المؤتمر، الذي قد يساهم في التقليل منها. كما أن تواجد أطباء وجراحين عالميين له أكبر الأثر في التعريف بأحدث المستجدات الجراحية والتقنيات في التعامل مع إصابات الحوادث».