أطلق البابا فرنسيس أمس نداءً عاجلاً الى الأسرة الدولية «لحماية» سكان شمال العراق المسيحيين الفارين امام تقدم مسلحي تنظيم «الدولة الاسلامية»، فيما دان بطاركة الشرق طردهم من «الموصل وقرى سهل نينوى». وقال البابا في نداء تلاه الناطق باسمه الأب فيديريكو لومباردي انه «يضم صوته الى نداء مطارنة» المنطقة من اجل السلام ويطلب من الاسرة الدولية «حماية» السكان الفارين و «تأمين المساعدات الضرورية» لهم. ودق البطاركة ناقوس الخطر، مطالبين ب «شجب هذا العمل من جميع المسلمين». واعتبروا «طرد كل مسيحيي الموصل ليس مجرد حادث طارئ وليس نزوحاً طوعياً ناجماً عن خوف أو عن سعي لإيجاد أماكن آمنة، بل ناتج من قرار من «داعش» الذي أرغمهم على المغادرة نتيجة انتمائهم الديني». وأسفوا لأن «يبقى الموقف الدولي والعربي ضعيفاً وغير كافٍ»، مشددين على أن «ما زاد الأمر خطورة هو تشجيع بعض الدول الأوروبية المسيحيين على مغادرة بلادهم تحت عنوان مساعدتهم». وأكد بطاركة الشرق في بيان بعد اجتماعهم في الديمان برئاسة البطريرك الماروني بشارة الراعي في حضور السفير البابوي غبريال كاتشيا أن «المسيحيين أصحاب حق ومن واجب الهيئات الدولية منع كل تغير ديموغرافي يحصل بالقوة»، مطالبين: «الدول التي تسلح المنظمات الإرهابية بإيقاف ما تقوم به». وأشاروا إلى أن «تهجير المسيحيين قسراً من منازلهم والاعتداء على الأقليات الدينية في الموصل وغيرها هي جرائم ضد الإنسانية وانتهاك للقرارات الدولية، وبالتالي يجب إعادة المواطنين إلى منازلهم». وناشدوا: «المرجعيات الإسلامية إصدار فتاوى تحرم الاعتداء على المسيحيين والأبرياء وممتلكاتهم، والأسرة الدولية ألا تتخلى عن مسؤولياتها تجاه الواقع الأليم الذي يعاني منه الشرق». ولفتوا إلى أن «المسيحيين في الشرق يعانون من حال اضطهاد شديد وهذه وصمة عار على جبين البشرية». وطالبوا «مجلس الأمن باتخاذ قرار حاسم يلزم بإعادة أصحاب الأرض إلى أرضهم بكل الوسائل الممكنة وبأسرع وقت».