أبرز سمات محال الخطاطين في جدة خصوصاً، والمملكة عموماً، الناجمة عن سيطرة عمالة آسيوية لا تجيد التحدث باللغة العربية، لكنها تمكنت من كتابتها، في تحولها إلى وكالات للنسخ واللصق دون اهتمام بمعنى المحتوى ما يؤدي أحيانا إلى إنتاج لغة جديدة، أو الوقوع في أخطاء إملائية فادحة عند اللغويين، ومضحكة عند البعض. ويوضح المواطن أحمد علي من سكان إحدى محافظات منطقة مكةالمكرمة، أنه اكتشف عند ملاحظته ورصده لوحات أسماء الشوارع والأحياء وجود أخطاء إملائية فادحة باستبدال حرف مكان آخر، والتلاصق بين مفردتين تفقد القارئ المعنى والمقصود. ويرى خبير الفنون والخط العربي الفنان التشكيلي عبدالعزيز حسن في حديثه إلى ص«الحياة» أن غياب الروح الوطنية في محال الخطاطين أضعف الذائقة العامة، وذلك ما جعل أصحاب الشركات الكبرى اللجوء إلى شركات دولية خارجية لعدم ثقتهم في وكالات الدعاية و الإعلان المحلية. ويقول عضو هيئة التدريس في اللغة العربية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور محمد المالكي إن عبث العمالة الوافدة في تخريب معاني كلمات اللغة العربية أصبح سائداً «وهذا الخطر يهدد الأجيال المقبلة التي ستحضر وأمامها كميات هائلة من الوافدين الذين استلموا مجال الدعاية والإعلان، ومنهم من يعمل في مجالات أكثر إسهاماً في قتل اللغة العربية الجميلة». بدورها أكدت عضو هيئة التدريس بقسم علم الاجتماع في جامعة الملك سعود تهاني القحطاني ضرورة وضع اشتراطات على وكالات الدعاية والإعلان بتعيين سواعد وطنية ينقذ اللوحات واللافتات من «الشلل اللغوي» الذي أصابها جراء الأخطاء المفجعة في المفردات، مستدلة بحادثة لافتة صنعتها عمالة آسيوية لأحد مناشط الجامعة ليكتشفوا خلال النشاط أن عبارات الشرح المكتوبة على البروفة قد كتبت على اللوحة نفسها باعتبار أن الخطاط لا يعرف قراءة العربية. ويلاحظ في الأعوام الأخيرة انسلاخ بعض المحال التجارية من تسمية دكاكينهم بأسماء عربية، واللجوء إلى الأسماء الأعجمية والإنكليزية. ووجهت وزارة الشؤون البلدية والقروية أخيراً، قراراً يقضي بإلزام المحال التجارية والشركات المحلية كتابة لافتاتها ولوحاتها باللغة العربية بشكل واضح، إذ سمحت بإضافة مفردة باللغة الإنكليزية شريطة أن تكون بخط اصغر من الاسم الأساسي المعتمد في الرخص البلدية.