أثارت الممثلة الإسرائيلية غال غادوت جدلاً على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد أن حَمَّلت الأسبوع الماضي صورةً على صفحتها في موقع «فيسبوك»، تظهرها وابنتها تؤديان صلاة يوم السبت عند اليهود، وتصليّان للجنود الإسرائيليين الذين يهاجمون غزة في عدوان أدى حتى بداية الهدنة الحالية إلى استشهاد أكثر من 1640 فلسطينياً وإصابة أكثر من 8000 معظمهم من المدنيين. وعلى رغم ذلك، كتبت غادوت تعليقاً على الصورة جاء فيه: «أبعث حبي وصلاتي لأبناء بلدي الإسرائيليين، وخاصة لجميع الفتيان والفتيات الذين يخاطرون بحياتهم لحماية وطني ضد الأفعال المروعة التي تقوم بها حماس، المختبئة مثل الجبناء خلف النساء والأطفال ... سنتغلب عليهم». وحصلت الصورة حتى الآن على أكثر من 193 ألف إعجاب، وأكثر من 6000 آلاف مشاركة، وأكثر من 19 ألف تعليق بين مؤيد ومعارض لموقفها من غزة، وبين أخذ ورد بين الطرفين. علقت معجبةٌ قائلةً: «أخيراً امرأة خارقة يهودية»، فيما هاجمها أحدهم كاتباً: «يرتكب بلدك جرائم حرب، وأنت هنا تقومين بالبروغاندا من أجله». ودعمها آخر معلقاً: «إبقي قوية يا غال. لا تدعي هؤلاء الزنادقة يحبطونك. نحن نعرف أنهم الأشرار الحقيقيون». ربما الخبر عادي إلى حد ما حتى الآن، فالمواطن قد يتضامن مع بلده على قاعدة "ظالماً كان أم مظلوماً". ولكن الغريب أن غادوت نفسها، تصدرت مراراً شاشات الطرف الآخر، أي الفضائيات وصالات السينما العربية، من خلال مشاركتها في أدوار عدة بأفلام عالمية مثل «فاست فايف» (Fast five) و«ذا فاست آند ذا فيريوس» (The fast and the furious). وذلك من دون أي مقاطعة أو حتى تعليق، على رغم أنها ملكة جمال إسرائيل السابقة (2004)، وخدمت في الجيش الإسرائيلي لمدة عامين، وما تزال على لوائح الاحتياط. وعلى العكس من ذلك قامت بعض المواقع والقنوات العربية بتغطية أخبارها وكأنها مجرد نجمة أخرى من هولييود، من دون التطرق إلى مواقفها أو إلى جنسيتها! وفي سياق متصل، قالت غادوت في إحدى مقابلاتها الصحافية إن «من الأسباب الأساسية في اختياري من قبل المخرجين لأدوار الحركة، أني كنت في الجيش (الإسرائيلي) ويريدون الاستفادة من معرفتي بالأسلحة»، علماً أنها تقوم بمشاهدها الخطرة من دون الاستعانة ببديل. وأخيراً، استعانت شركة الإنتاج الأميركية «وارنر بروس» (Warner bros. Pictures) بالممثلة الإسرائيلية البالغة من العمر 29 عاماً، للمشاركة في بطولة فيلمها الجديد «سوبرمان في مواجهة باتمان: فجر العدالة» (Batman v Superman: Dawn of Justice) بدور «المرأة العجيبة» (Wonder Woman). وأطلقت الشركة قبل أيام ملصقاً يظهر غادوت في أداء الشخصية الخيالية. وفي هذا الإطار، شاركت غادوت في فعالية الكتب المصورة "كوميك كون" العالمية التي تقام سنوياً في مدينة سان دييغو، ولم يسألها أحد من الصحافيين عن موقفها من غزة، وفق ما أشار إليه الناقد الفني الأرلندي دونالد كلارك كاتباً في أحد مقالاته في صحيفة «آيريش تايمز»: «وجدت أن من الغريب أن لا أحد تقريباً شعر بالحاجة إلى سؤالها عن هذه المسألة (غزة)». ولفت كلارك نظر القارئ إلى موضوع المقاطعة الذي من المفترض أن يتخذه البعض. «قد تظن أن شركة وورنر بروس تخشى المقاطعة، لا تقلق، الموضوع يستمر ولا أحد ينتبه»، كتب الناقد الأرلندي. ومن المتوقع أن يُعرض الفيلم في صالات السينما البريطانية في نيسان (أبريل)، وفي الأميركية في أيار (مايو) 2016، وفق الشركة المنتجة. وفي هذا الشق يبدو من المشروع التساؤل ما إذا كان الفيلم سيجد طريقه إلى الصالات والشاشات العربية. علماً أن القوانين والأنظمة النافذة وأحكام ومبادئ مقاطعة إسرائيل التي أقرها مجلس جامعة الدول العربية عام 1951 «يمنع عرض أعمال أنتجها أو شارك فيها إسرائيليون، حتى إذا لم يتخذوا مواقف معادية للعرب»، وفق ما قال عضو «حملة مقاطعة داعمي إسرائيل» في لبنان سماح إدريس في اتصال مع «مدرسة الحياة». وفي مجال المقارنة حيال التعامل مع داعمي إسرائيل من الفنانين، كانت الجامعة العربية قررت في إحدى الجلسات المغلقة، ومن خلال لجنة المقاطعة العربية، مقاطعة أفلام المخرج اليهودي الأميركي ستيفن سبيلبرغ، بعد أن علمت بدعمه إسرائيل بتوفير مبالغ مادية كبيرة لمساعدتها خلال حربها على لبنان في تموز 2006، وفق تسريبات سابقة نشرها موقع ويكيليكس عام 2010. أما في حالة غادوت، فيبدو أن موجب التحرك أقوى، فهي إسرائيلية، وجندية سابقة في الجيش الإسرائيلي، ومؤيدة للعدوان على الشعب الفلسطيني في غزة. ويشار إلى أن غادوت متزوجة من رجل الأعمال الإسرائيلي يارون فارسانو الذي يمتلك فندقاً في نيفي تزيديك أول مستوطنة بُنيت على الأرض المحتلة خارج مدينة يافا.