أعلنت وزارة الداخلية العراقية تكثيف وجود عناصرها في الاماكن المقدسة، خصوصاً في مواسم الزيارات، بعد ورود معلومات عن نية مجموعات مسلحة التعرض للمراقد المقدسة وأماكن العبادة، فيما توافد مئات الآلاف من الزائرين الى مدينة النجف لإحياء مناسبة المبعث النبوي وسط اجراءات أمنية مشددة. وأعلنت وزارة الداخلية في بيان انها اصدرت «توجيهاً الى القادة الامنيين بالتعامل بشكل مباشر مع الجرائم في اي مكان من العراق (...) فالضرورة الامنية تقتضي حاجة البلاد الى اجراءات عاجلة تؤكد سلطة القانون والدولة». وأكدت الوزارة «ضرورة عمل الجهات الحكومية والشعبية كافة على الكشف عن الجماعات المسلحة التي ترمي الى اللعب بالاوراق المحروقة بعدما استقر العراق امنياً». وحذرت من ان «رجال الامن سيكونون لهم بالمرصاد»، موضحة ان «الوزارة ستُكثف من وجود عناصرها في اماكن العبادة المقدسة لكثرة تردد الجماهير على هذه الاماكن واستهدافها من قبل المجرمين». من جانبه أوضح مدير الاستخبارات في كربلاء علي مياحي ان «وزارة الداخلية اصدرت هذه التعليمات بعد ورود معلومات عن وجود مخططات لاستهداف المراقد المقدسة خلال المناسبات الدينية»، وأشار ، في اتصال مع «الحياة»، الى ان «كثرة المناسبات الدينية في البلاد يُثقل عاتق الاجهزة الامنية في المحافظات التي تضم مراقد دينية مثل كربلاء والنجف»، لافتاً الى ان «وزارة الداخلية تُعد خططا لكل زيارة او مناسبة دينية». وتوافد على مدينة النجف أمس مئات الآلاف من الزائرين لإحياء مراسيم زيارة المبعث النبوي التي يستهلها المواطنون بزيارة مرقد الإمام علي والتوجه الى مقبرة وادي السلام، في ظل اجراءات أمنية مشددة شهدتها المدينة لاستقبال الزائرين من مختلف المحافظات العراقية فضلاً عن الزائرين من دول الخليج والدول الإسلامية كالهند وباكستان. الى ذلك حذر مصدر أمني رفيع في النجف من ان «انسحاب القوات الاميركية من المدن وكثرة المناسبات الدينية سيجعلنا امام مخاطر عدة»، وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه، ان «الارهابين يعدون العدة لتنفيذ عملية كبيرة تستهدف اكبر عدد من الزائرين بحسب معلومات استخبارية»، لافتاً الى ان «الشرطة المحلية ستتحمل عبئاً ثقيلاً». وزاد: «كانت القوات الاميركية تزودنا المعلومات الاستخباراتية وتُبطل بعض الجرائم قبل وقوعها ما يجعل القوات العراقية أمام مسؤولية إضافية». وقال اللواء جهاد الجابري في تصريحات ان «الاجراءات الامنية المتخذة في اعقاب العمليات التي استهدفت دور العبادة في عموم العراق تهدف الى تعزيز الحمايات التي وضعت اساساً لهذا الغرض»، كاشفاً عن «تشكيل وزير الداخلية جواد البولاني لجنة مؤازرة لتوفير الدعم وزيادة اعداد هذه الفرق فضلاً عن تزويدها بالاجهزة الكاشفة للمتفجرات من اجل حماية دور العبادة من أي استهداف جديد».