كانت العادة أن ينطلق الموسم الرياضي الكروي «كيف ما اتفق»، يبدأ الركض من دون أن يذكر أحد كيف وأين بدأ، المهم ألا يتوقف من دون بطولات، مباريات مقدمة أو أخرى مجدولة تعلن بداية المنافسات، لكن الوضع اليوم تغير، فالبداية باتت أشبه بالنهاية، فأولى مباريات الموسم تتوج الفائز فيها بطلاً يحمل الذهب قبل حتى أن يقدم من عرق الركض ما يكفي. ربما يمر لقب السوبر مرور الكرام في أوروبا، إذ لا تعترف الجماهير إلا بالبطولات الطويلة، وبما يقدمه الفريق على مدى موسم كامل، لكن الأمر لا ينطبق على المنافسات السعودية، فهنا كل ذهب بطولة، وكل رقم «قياسي»، وكل فائز بطريقة أو بأخرى صاحب سبق، وعلى رغم ما تحمل تلك النظرة من نقاط دعم للفائز، إلا أنها تأتي وبالاً على الخاسر، ذلك أن الجماهير ستفتح النار على فريقها مع أول سقوط، من دون أن تدرك أن بطولة كهذه لا تحدد خط سير الفريق في مستقبل الموسم الذي يبدأ بعد أول بطولاته. في الموسم الماضي تعرفت الجماهير للمرة الأولى على بطولة السوبر، وعلى أول أبطالها حين توج الفتح باللقب على حساب الاتحاد في مباراة بلغت محصلتها النهائية ثلاثة أهداف لهدفين، وتضمنت ما تضمنت من أخطاء تحكيمية، لذلك فتحت النار على الحكام السعوديين باكراً، وأطلقت الأحكام على مستويات الفتح والاتحاد قبل أن تنجلي الحقيقة، فتدهور الاثنان في مسيرة الموسم، بل إن حامل اللقب سقط غير مرة حتى شارف على وداع دوري الأضواء، من دون أن يذكر أحد في مراحل السقوط أن صاحبه بدأ الموسم ببطولة لم يلامس ذهبها غيره. بعيداً من الذهب وتحديداً قبله ب90 دقيقة ستكون الجماهير على موعد مع بطل الدوري في صورته الجديدة لأول مرة، الحال ذاته ينطبق على حامل كأس خادم الحرمين الشريفين، كلا الطرفين يدخلان المباراة بالمتغيرات ذاتها تقريباً، وإن تفوق الشباب في عدد العوامل الجديدة التي يأتي في مقدمها الإدارة الجديدة القديمة بقيادة الأمير خالد بن سعد الذي خلف خالد البلطان، أما على صعيد اللاعبين الأجانب فكلا الفريقين ودع ثلاثة من أجانبه، ليبقي واحداً فقط، الشباب الذي حسم أموره باكراً أبقى على البرازيلي رافاييل رافينيا، قبل أن يضيف إليه ابن جلدته روجيريو كوتينيو والسنغالي مباي دياني، إضافة إلى محترفه الرابع الآسيوي الأردني طارق خطاب، في النصر طال الأمد قبل الحسم المنتظر فإدارة الفريق التي كانت أول من جدد عقد مدافعها البحريني محمد حسين قبل نهاية الموسم الماضي، غيرت العناصر الثلاثة الأخرى فأعلنت التعاقد أولاً مع البولندي أدريان ميرزيفسكي، والبرازيلي ماركوس دو ناشيمينتو، قبل أن يعلن رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي أخيراً الوصول إلى اتفاق نهائي مع البرازيلي هرناني دي سوزا، الذي منعه تأخر التوقيع من مشاركة الفريق في المعسكر الإعدادي، إضافة إلى مباراة السوبر. حال العناصر الأجنبية ذاتها تنطبق على الأجهزة الفنية، فالنصر الذي حقق مع مدربه السابق جوزيه كارينيو لقب بطولة الدوري وكأس ولي العهد اللتين غابتا عنه طويلاً، أعلن نهاية علاقته بالمدرب، وتعاقد مع الإسباني كانيدا بدلاً منه، وفي الشباب أيضاً تكرر الأمر ذاته، إذ لم يشفع للتونسي عمار السويح تحقيقه البطولة الأخيرة في الموسم كأس خادم الحرمين الشريفين، لتنتهي علاقته بالشباب ويحل البرتغالي خوسيه مواريس بديلاً عنه، ويتولى إعداد الفريق للموسم المقبل. بالنسبة للمدرج السعودي الذي يستعجل عادة إطلاق الأحكام، تشكل مباراة السوبر المنتظرة عبئاً ثقيلاً، خصوصاً في حال السقوط، فالانتقادات حينها ستنطلق ولن تتوقف بفوز دوري بل ستبحث عن أية خسارة جديدة لتربطها بالبداية المترنحة، لذلك فالخروج بالفوز والفوز وحده قادر على منح صاحبه فرصة للتحرك بأريحية في ما تبقى من منافسات الموسم.