بعد تصدر الفتح قائمة ترتيب الدوري السعودي في الموسم المنصرم وتحقيق البطولة الأولى في تاريخه على مستوى أندية الدرجة الممتازة، ثم أردفها ببطولة السوبر كأول فريق سعودي يحصد اللقب شهد الفريق تراجعا كبيرا في مستوياته ونتائجه في بطولات الموسم الجاري، فكان أحد أطراف الصراع على البقاء في الدوري حتى الجولة ما قبل الأخيرة، وضيف شرف في بطولتي كأس ولي العهد ثم كأس الملك بعد أن ودعهما باكرا كما ودع مستوياته الفنية المميزة في موسمه الذهبي الراحل. الفتح تحول من فريق بطل إلى فريق يلازمه الإخفاق في كل بطولة بعد أن استكمل إخفاقاته بالخروج الكبير من دوري أبطال آسيا بتذيله المجموعة وبأرقام متواضعة وخسائر متتالية، كان آخرها هزيمته بخماسية موجعة من ضيفه فولاذ الإيراني متصدر المجموعة، فكانت مشاركته من أجل المشاركة فقط فصادقت على تردي حالته الفنية بعد أن تغنى الجميع بمستوياته الباهرة ونتائجه اللافتة. لم يكن الفتح مطالبا هذا الموسم بتكرار انجازاته في الموسم الفائت بقدر ما كان مهما تمسكه بالحضور القوي كمنافس في المسابقات المحلية والظهور بمظهر مشرف في البطولة الآسيوية، إلا أن الهبوط من القمة إلى القاع في فترة وجيزة كان عنوانا عريضا لمسيرة الفتح، فالفريق يواصل استقراره الإداري والفني مع تغيير عناصري غير جذري ولم يكن ذا تأثير فني مع بقاء أبرز أوراقه المحليين والأجانب. قد يذهب الكثيرون أن طموح الفتح قد توقف بعد ما حققه الموسم الفائت إلا أن أسباب مقنعة لم تظهر على السطح خلف تراجع الفريق وتنازله عن ألقابه أو حتى تحقيق الحد الأدنى بالمنافسة عليها. ما حدث في الفتح هو ظاهرة تستحق الوقوف والتأمل بعد أن اثبت الفريق هذا الموسم عمليا مقولة: "البقاء في القمة أصعب من الوصول إليها". قد يعود الفتح موسما ما وقد لايعود، وذلك يرتبط بطموحات لاعبيه والقائمين عليه، فما ظهر به الفريق من صورة متواضعة بعد بطولة الدوري وكأس السوبر أثبت بوضوح أن الفتح لم يفكر في المستقبل كما فكر في موسمه المميز 2012-2013. يقول مدرب الفتح التونسي فتحي الجبال بعد خروج فريقه من بطولة دوري أبطال آسيا : "لست راضيا عن مركز الفريق سواء في "دوري عبد اللطيف جميل" أو البطولة الآسيوية، في دوري آسيا كنا أقل الفرق إمكانات، البطولة تحتاج إلى عناصر كثيرة ولا بد أن يكون لديك فريقان لخوضها هي والدوري من دون أن تتأثر، والفتح لا يمتلك هذا". وأضاف "دوري أبطال آسيا لم يكن أكبر من الفتح لكن من الصعب أن نجاري فرقا أكثر خبرة في مثل هذه البطولات، كنت أطمع في التأهل فقط إلى دور ال16 وهذا في حد ذاته إنجاز ومكسب كبير وأعلم جيدا أن الأمور أكثر صعوبة، واجهنا فرقا قوية أكثر منا خبرة وإمكانات". وعن الموسم المقبل قال: "من الآن نفكر في الموسم المقبل سأرفع تقريري لمجلس الإدارة واضعا النقاط فوق الحروف، لأني أفكر في الفوز بإحدى الكؤوس من خلاله".