في قرار يشكل منعطفا سياسيا مفاجئا في الحلبة الحزبية الاسرائيلية، توصل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو فجر اليوم، الى اتفاق مع رئيس حزب "كاديما" زعيم المعارضة، شاؤول موفاز، على تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة والغاء الانتخابات المبكرة التي كانت قد اقرتها الحكومة الاسرائيلية في جلسة استثنائية لها امس الاثنين. وسيجري طرح الاتفاق على جدول أعمال الكنيست صباح اليوم تمهيداً لاعتماده خلال ثمان وأربعين ساعة. ومع تشكيل هذا التحالف يصل عدد نواب الحكومة الحالية الى 94 نائباً. وتبين أن نتنياهو وموفاز أجريا منذ ايام مباحثات سرية حتى توصلا الى الاتفاق في الدقيقة التسعين، قبل ساعات قليلة من اتخاذ القرار النهائي لتبكير الانتخابات في الكنيست في جلسة لها ظهر اليوم. وبموجب الاتفاق بين الطرفين فسيعين موفاز قائماً بأعمال رئيس الحكومة ووزيراً من دون حقيبة وعضواً في المجلس السياسي الامني المصغر، بينما يتولى نواب "كاديما" رئاسة لجنتي الخارجية والأمن والاقتصاد البرلمانيتين. وينص اتفاق الوحدة الوطنية بين نتنياهو وموفاز على إيجاد قانون بديل من قانون "طال" المتعلق بتجنيد المتدينين في الجيش، حتى موعد أقصاه شهر آب (أغسطس) المقبل، وتعديل النظام الانتخابي حتى أواخر العام الجاري، ما يعني أن الانتخابات المقبلة المزمعة بعد نحو العام ونصف العام ستجرى وفق النظام الجديد بالإضافة إلى تفعيل العملية الدبلوماسية، والعمل على تجديد المفاوضات مع الفلسطينيين. وتعهد رئيس حزب "كاديما"، بموجب الاتفاق ،بعدم الانسحاب من الائتلاف حتى انتهاء ولاية الكنيست الحالي. أما بالنسبة لبرنامج الحكومة الموسّعة الجديدة فاتفقت كتلتا الليكود وكاديما على السعي لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين بالإضافة إلى تفاهمات ثنائية في قضايا اقتصادية واجتماعية مختلفة. وصرح نتنياهو بعد توقيع الاتفاق ان اهم ما سيتحققه حكومة الوحدة الوطنية تقديم اقتراح قانون لتغيير طريقة الحكم في إسرائيل حتى نهاية العام الحالي، وإيجاد بديل لقانون طال". أما "موفاز" فوصف الاتفاق ب"العمل العظيم" الذي برايه يعود اولا لصالح اسرائيل وقال:" هذه اتفاقية غير مسبوقة وستؤدي إلى توزيع الأحمال داخل الحكومة". وتوحّدت المعارضة على انتقاد هذا الاتفاق ووصفته رئيسة حزب العمل، شيلي يحيموفتش، ب،"وحدة سياسية بين الجبناء"، قائلة: " لاتفاق يشكل التواءً سياسياً يثير السخرية بصورة غير مسبوقة في تأريخ اسرائيل". اما زميلها في الحزب اسحق هرتسوغ، فقال ان حزبه "سيقود المعارضة لإسقاط ما أسماه "تحالف الجبناء"". ومن جهتها، وصفت رئيسة حزب "ميرتس"، زهافا غلؤون، الاتفاق بين نتنياهو وموفاز ب"المناورة التي تُشتمّ منها الرائحة الكريهة". وتشهد اسرائيل مؤتمرات صحافية اليوم من طرف نتنياهو وموفاز وحزب العمل، في وزير الدفاع ايهود باراك، ونوابه حزبه فيلتزمون الصمت واكتفى باراك بمباركة الاتفاق بعد ان ضمن بقاءه وزيرا للدفاع.