تتفرد محافظة حضرموت (شرق اليمن) بجملة من العادات والتقاليد التراثية المتواترة منذ سالف الأزمان، وتتركز هذه العادات خصوصاً في شهر رمضان. ومن أبرز تلك العادات "ختم المساجد"، وهو أشبه بمهرجان يتضمن فقرات متنوعة من الفلكلور الشعبي مثل لعبة الشبواني وألعاب الأطفال وترديد بعض الأهازيج الشعبية. ويكون للجمال حضور فاعل في المهرجان الذي يتيح للأطفال ركوبها وحمل مجسمات تعبيرية للفوانيس وهلال رمضان. ويحرص كبار السن على الحضور وتوزيع الهدايا على الأطفال. ويكثر في هذا اللقاءات الباعة الذين يفترشون الأرض عارضين كل أنواع البضائع. ويقول مدير مكتب الثقافة في مدينة تريم محمد العطاء إن "عادة ختم المساجد لها مدلولات سامية أبرزها تكاتف أهل الحارة في تنظيف حارتهم وتزيينها استعدادا لذلك المهرجان الذي يقام من بعد صلاة العصر إلى قبيل الإفطار". ويوضح أن "مهرجان الختومات يأتي بمثابة قص شريط انطلاق العزومات التي تشهدها الحارة في هذا اليوم فيحرص أهل الحارة على دعوة أقربائهم وأصدقائهم من الحارات الأخرى ليفوزوا بالأجر الكبير المتمثل بجائزة تفطير الصائم". ويضيف العطاء:"تعد هذه المهرجانات نوعاً من التذكير بضرورة الحفاظ على الألوان التراثية والعادات والتقاليد والفلكلور الشعبي الذي تشتهر به حضرموت في ظل انقراض بعضها وتراجع البعض الاخر"، معتبرا أن "العمل التطوعي لأبناء الحارة يمثل السر الكبير في نجاح هذه العادة". ويؤكد ضرورة "تكاتف الجهود لاستمرار هذه العادة الجميلة"، مشددا على أهمية "الإهتمام بها من قبل الجهات المعنية المسؤول المباشر عن تنظيمها ورعايتها ودعمها للحفاظ على الموروث الثقافي الكبير الذي تتميز به حضرموت". وتستمر هذه العادات على رغم ما شهدته حضرموت في الفترة الأخيرة من أعمال إرهابية تعد جديدة على سكان المحافظة الأكثر استقراراً أمنيا بين المحافظات اليمنية. ويرى مهتمون أن هناك توجهاً لتنظيم "القاعدة" لشن غارات جديدة بغية السيطرة على المحافظة النفطية الأولى في البلاد والتي يعتمد عليها الدخل القومي بشكل رئيسي فضلاً عن وجود خط حدودي واسع مع السعودية وشريط ساحلي يمتد الى الصومال مما يفتح مجالات أوسع لتحركات للتنظيم. غير أن مدى الوعي الديني والتعليم الكبير الذي يحظى به سكان المحافظة وكذا استقرار الحالة المعيشية يجعلان من حضرموت، كما يبدو حتى الآن، محافظة طاردة للتنظيم المتشدد.