غلبت الدموع النائب العراقية فيان دخيل، وهي تناشد الحكومة العراقية إنقاذ الأقلية الايزيدية التي تنتمي إليها، من براثن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مدينة سنجار شمال غرب العراق. وأجهشت دخيل، النائب الوحيدة التي تمثّل الأقلية الأيزيدية، أمس الثلثاء بالبكاء وهي تتلو بياناً في البرلمان يدين ما يتعرض له الايزيديون على يد "داعش" في سنجار حيث أعلنت منظمة الاممالمتحدة للطفولة "اليونيسف" وفاة أربعين طفلاً إثر هجوم لعناصر التنظيم الجهادي. ومنعت الدموع النائب من متابعة قراءة البيان الرسمي الذي وافق عليه البرلمان، وتابعت بعفوية وبصوت متهدّج قائلة "إننا نذبح تحت راية لا إله إلا الله، وحتى الآن 400 شاب ورجل أيزيدي ذبحوا، نساؤنا تذبح وتباع في سوق الرق". وتابعت وهي تصرخ وبعيون مغرورقة بالدموع "الآن هناك حملة إبادة جماعية على المكوّن الأيزيدي. أهلي يذبحون كما ذبح كل العراقيين، ذبح الشيعة والسنّة والمسيحيون والشبك واليوم الأيزيديون". وأضافت "نحن نريد بعيداً عن كل الخلافات السياسية تضامناً إنسانياً". وبدا العديد من النواب يمسحون دموعهم وهم يتجمّعون حول فيان وهي تناشد "أنقذونا أنقذونا"، لتضيف "خلال أكثر من 48 ساعة، 30 ألف عائلة محاصرة في جبل سنجار من دون ماء من دون أكل، يموتون، 70 طفل لحد الآن ماتوا من العطش، 50 شيخ مات من الوضع المتردّي نساؤنا تسبى كجاريات وتباع في سوق الرق". وطالبت "البرلمان العراقي بالتدخّل الفوري لوقف المذبحة"، مذكّرة بحملات إبادة سابقة تعرّضت لها الأقلية الأيزيدية في العراق. وكانت آخر عبارة قالتها النائب قبل أن تنهار هي "الآن في القرن الواحد والعشرين نذبح... نباد... دين كامل يتعرض للإبادة". وواسى نواب آخرون، فيان وساعدها بعضهم للوقوف وواكبوها إلى الخارج. وانتشر مقطع فيديو على "يوتيوب" للكلمة المؤثرة للنائب العراقية وحظي بأكثر من 80 ألف مشاهدة. وسيطر مقاتلو "الدولة الاسلامية" (داعش) الاحد الماضي على مدينة سنجار الموطن الرئيسي للاقلية الايزيدية في شمال غرب العراق، ما دفع عشرات الالاف من ابنائها الى النزوح. وينتمي غالبية هؤلاء النازحين الى الطائفة الايزيدية وتعود جذور ديانتهم الى اربعة الاف سنة، وتعرضوا الى هجمات متكررة من قبل الجهاديين في السابق بسبب طبيعة ديانتهم الفريدة من نوعها. وتعد مدينة سنجار المعقل الرئيسي للايزيديين في العراق، لكن هذه المدينة التي يقطن فيها نحو 300 الف نسمة سقطت بيد تنظيم "داعش" الذي كان سيطر على مدينة الموصل في العاشر من حزيران (يونيو)، اضافة الى مناطق واسعة في شمال و وسط وغرب البلاد. ونشر بعض الناشطين صورا على الانترنت لنازحي هذه الطائفة تظهر فيها مجموعات من النازحين تفترش الكهوف والوديان الصخرية في جبال سنجار.