اتسعت دائرة المواجهات شرق أوكرانيا، مع تمسك كييف بعملية «تطهير المدن من الإرهابيين»، على رغم فشل الرئيس بيترو بوروشينكو في استصدار قرار برلماني يدرج قيادات الانفصاليين على لائحة الإرهاب. وشهدت مدينة خاركيف الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية على الحدود مع روسيا، بعد فترة هدوء، هجوماً شنه الانفصاليون الموالون لروسيا على مكتب لتجنيد عسكريين، من دون أن يسفر عن ضحايا. جاء ذلك بعد تصريح وزير الدفاع الأوكراني فاليري غوليتي إلى «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) بأن «فشل الجيش في إخماد نيران المعارك سيجعلها تمتد إلى كييف وخاركيف وكل أراضي أوكرانيا»، لكنه استدرك أن «النصر قريب جداً بعدما استعدنا 645 بلدة» منذ بدء العملية مطلع نيسان (أبريل) الماضي. في المقابل، أعلنت موسكو لجوء 438 عسكرياً أوكرانياً إلى روسيا بينهم جريح، بعد تسليم أسلحتهم. لكن ناطقاً عسكرياً أوكرانياً قال إن «عدداً من الجنود اضطر إلى التراجع نحو مركز حدودي روسي إثر محاولة تقدم للانفصاليين، لكنهم لم يستسلموا». واعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن عبور مئات من العسكريين الأوكرانيين الحدود «يؤكد أن أوامر كييف بمحاربة الشعب لا تلقى قبولاً». وتابع: «استجبنا مرات لطلب عسكريين أوكرانيين استقبال جرحى وتقديم مساعدة طبية، ثم سمحنا لهم بالمغادرة بلا عوائق، فيما اتهم بعضهم إثر عودتهم إلى بلدهم بترك الخدمة وواجهوا محاكمات». وفيما تحاصر القوات الحكومية مدينة دونيتسك على غرار لوغانسك المجاورة والتي تشهد انقطاعاً كاملاً للمياه والكهرباء والهاتف والإنترنت، أعلن لافروف أنه وجه دعوة رسمية إلى منظمة الأمن والتعاون الأوروبية ومجلس أوروبا والأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي لإرسال بعثة إنسانية دولية إلى جنوب شرقي أوكرانيا لتقديم مساعدات لسكان المناطق المتضررة. وقال: «طالبنا كييف مرارا بقبول إرسالنا مساعدات إنسانية إلى هذه المناطق لكنها رفضت. واعتقد بأن معاناة سكان شرق أوكرانيا لا تقل عن معاناة سكان مدينة غزة الفلسطينية، باستثناء أن إسرائيل تعرضت لقصف من غزة واضطرت للرد، بينما حمل مواطنو شرق أوكرانيا السلاح للدفاع عن أنفسهم أمام جيش وتشكيلات مسلحة تنتهك حقوق الناطقين بالروسية والأقاليم».