قارن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أزمة أوكرانيا بالأزمات في أفريقيا والشرق الأوسط، وطالب الجميع بنبذ العنف لبدء حوار جدي بلا شروط، في وقت أعلن الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) أندرس فوغ راسموسن، أن موسكو تسحب ثلثي جنودها الذين نشرتهم قرب حدود أوكرانيا، ما يشكل تقديراً أعلى بكثير من تقديرات سابقة قدمها الحلف حول أعداد الجنود المنسحبين. (للمزيد) في المقابل، تمسكت كييف بمواصلة عملية «مكافحة الإرهاب» في الشرق «طالما لم تعد الحياة إلى طبيعتها، ولم يحلّ الهدوء مجدداً»، وأعلنت «تطهير» جنوب منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا من الانفصاليين الموالين لروسيا، إضافة إلى جزء من غربها وشمال منطقة لوغانسك. لكن ذلك لم يمنع احتجاز انفصاليين فريق مراقبين أوروبيين في لوغانسك، في وقت يستمر توقيف 4 مراقبين للمنظمة منذ الإثنين في دونيتسك. إلى ذلك، أعلن المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة غانتر أويتنغر، أن أوكرانيا سددت 786 مليون دولار لروسيا، هي جزء من ديون مترتبة عليها جراء شراء الغاز، وقال: «لا نملك الحل بعد، لكننا حققنا تقدماً»، ما يسمح بتواصل المحادثات بين العاصمتين الإثنين، في وقت تهدد شركة «غازبروم» الروسية بقطع الغاز عن أوكرانيا بدءاً من الثلثاء، علماً بأن رئيس الوزراء الأوكراني آرسيني ياتسينيوك أكد أن بلاده لن تقبل «أبداً» زيادة سعر الغاز التي فرضتها روسيا من 268.5 إلى 485 دولاراً لكل ألف متر مكعب، وستعارضه أمام محكمة دولية في حال عدم التوصل إلى اتفاق. واقترحت موسكو على كييف تقديم «مساعدات إنسانية طارئة تشمل بالدرجة الأولى أدوية ومستلزمات طبية» إلى مناطق شرق أوكرانيا، رداً على طلبات وجّهت إليها، وهو ما رفضته كييف، مذكرة بضم روسيا شبه جزيرة القرم إلى أراضيها في آذار (مارس) الماضي. ويلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو في السادس من حزيران (يونيو) في فرنسا، حيث سيشاركان في احتفالات ذكرى إنزال النورماندي، والتي يحضرها أيضاً الرئيس الأميركي باراك اوباما والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل. واتهمت لجنة تحقيق روسية القوات الأوكرانية بانتهاك معاهدة جنيف التي أبرمت عام 1949 لحماية المدنيين في أوقات الحرب. وأفادت في بيان بأن «جنود الجيش الأوكراني وعناصر الحرس الوطني وحركة برايفي سكتور (القطاع الأيمن) القومية المتشددة تعمدوا استخدام أسلحة ومدفعية وطائرات ومدرعات لقتل مدنيين ما ينتهك اتفاق جنيف». ووضعت اللجنة لائحة بأسماء مدن شرق أوكرانيا، وبينها دونيتسك وسلافيانسك، التي شهدت معارك في الأسابيع الأخيرة بين الانفصاليين وقوات النظام، وارتكبت فيها جرائم «بينها قتل 35 مدنياً على الأقل في إطلاق قذيفة على شاحنة نقلت جرحى ورفعت شعار الصليب الأحمر قرب مطار دونيتسك في 26 الشهر الجاري». وأشارت إلى أنها «تجمع أدلة حول مسؤولية كل فرد متورط في هذه الجرائم التي ارتكبت ضد السلام وأمن الإنسانية، والملاحقات ستستهدف من يصدرون أوامر بقتل مدنيين». على صعيد آخر، أعلن زعماء «المجلس الوطني الانتقالي» (المعارضة) في إقليم أبخازيا الانفصالي في جورجيا والذي تدعمه روسيا سيطرتهم على السلطة، رغم رفض الرئيس ألكسندر انكفاب التنحي بعدما اقتحم محتجون غاضبون من الفساد وسوء الإدارة مقر الرئاسة في سوخومي الثلثاء الماضي، ما دفع انكفاب إلى الفرار إلى قاعدة عسكرية روسية خارج العاصمة سوخومي. وسيظل إقليم أبخازيا على علاقات وثيقة مع موسكو، بصرف النظر عمن يحكمه، نظراً إلى اعتماده على روسيا في نيل دعم سياسي واقتصادي. وتصف المعارضة الاضطرابات بأنها قضية محلية.