أكدت دمشق الاثنين "وقوفها مع الجيش اللبناني" في المعارك التي يخوضها منذ ثلاثة ايام مع مسلحين يعتقد انهم من الجهاديين، في بلدة عرسال الحدودية مع سورية، بحسب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية. وقال المصدر إن "الجمهورية العربية السورية تؤكد وقوفها مع الجيش اللبناني وتضامنها معه في التصدي للمجموعات الارهابية والقضاء عليها وهي على ثقة تامة بانتصار لبنان الشقيق فى هذه المعركة واحباط كل ما يحاك لزعزعة امن لبنان واستقراره"، بحسب بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا). وأضاف المصدر ان "ما تشهده بلدة عرسال اللبنانية وجرودها من اعتداءات وجرائم ارهابية ضد المدنيين وحواجز ومقرات الجيش اللبناني يستوجب تقديم الدعم والوقوف مع الجيش اللبناني صفا واحدا في معركته ضد الارهاب التكفيري المتطرف". وقال إن سورية "تدين ما يتعرض له الجيش اللبناني من اعتداءات ارهابية مخطط لها تنفذها المجموعات الارهابية وعلى رأسها اذرع تنظيم القاعدة منها ما يسمى تنظيم دولة العراق والشام ("الدولة الاسلامية") وجبهة النصرة بهدف زعزعة امن واستقرار لبنان الشقيق". وتدور منذ السبت معارك عنيفة في محيط عرسال وجرودها الحدودية مع منطقة القلمون السورية، اثر هجوم مسلحين على جواجز للجيش بعد توقيفه قياديا جهاديا سوريا. وادت المعارك الى مقتل 10 جنود لبنانيين بينهم ضابط، وفقدان الاتصال مع 13 آخرين. كما قام المسلحون باقتحام فصيلة لقوى الامن في داخل عرسال، واقتادوا عناصرها، بحسب مصدر امني. وأضاف المصدر السوري ان "سورية كانت حذرت مراراً من ان الارهاب المدعوم من الخارج لا يعرف حدودا ولا هوية وسيمتد الى المنطقة وجوارها ان لم يتم التصدي له وتجفيف منابعه والزام الدول المعروفة الداعمة لهذه المجموعات الارهابية بوقف التمويل والتسليح والتدريب والايواء وتنفيذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة بمكافحة الارهاب". ومنذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للنظام السوري منتصف آذار (مارس) 2011، والتي تحولت الى نزاع دام اودى باكثر من 170 الف شخص، تقوم دمشق انها تواجه "مؤامرة" ينفذها "ارهابيون" تدعمهم دول عربية وغربية. وتتشارك بلدة عرسال المتعاطفة مع المعارضة السورية، حدوداً طويلة مع جرود منطقة القلمون شمال دمشق، والتي يتحصن فيها مسلحون يخوضون معارك مع القوات النظامية السورية وعناصر حزب الله اللبناني الموالي لها. وتعرضت البلدة التي تستضيف عشرات آلاف اللاجئين السوريين، للقصف مراراً من الطيران السوري منذ اندلاع النزاع الذي ينقسم حوله اللبنانيون بين مؤيد للنظام ومتعاطف مع المعارضة.