كابول، قندهار، واشنطن - رويترز، أ ف ب، يو بي آي - دان الجيش الأميركي امس، بث شريط فيديو يظهر جندياً اسيراً في أفغانستان، معتبراً الشريط دعاية من حركة «طالبان» تنتهك القانون الدولي. واعترف الكابتن جون ستوك الناطق العسكري الأميركي بأن الرجل الذي ظهر في الفيديو هو جندي اميركي مفقود منذ أواخر حزيران (يونيو) الماضي. وقال: «نرى أن استخدام الجندي لأغراض دعائية مناف للقانون الدولي، ونواصل بذل كل ما هو ممكن لاستعادة الجندي سالماً من دون أن يصيبه أذى». وفي شريط الفيديو الذي بلغت مدته 28 دقيقة وبث على الإنترنت، ظهر الجندي الشاب حليق الرأس مع لحية خفيفة وهو يرتدي قميصاً افغانياً طويلاً ازرق يجلس متربعاً على وسادات. وهذا اول جندي اميركي يأسره عناصر «طالبان» منذ بداية الغزو الأميركي لأفغانستان في نهاية 2001. وفي اللحظات الأولى من شريط الفيديو ظهر الجندي متوتراً وهو يعرف عن هويته التي اكدتها شارته العسكرية التي عرضها خاطفوه امام الكاميرا. وأوضح الرهينة ان عمره 23 سنة وأنه من ولاية ايداهو الأميركية ويعمل في قاعدة ولاية بكتيكا (جنوب شرق). ولم يظهر في شريط الفيديو اي مقاتل مسلح. وقال في الشريط: «أنا خائف. أخشى ألا أتمكن من العودة لوطني. أن أكون أسيرا أمر يسبب توتراً شديداً». وأضاف: «لدي صديقتي التي تتمنى أن تتزوجني. لدي جدي وجدتي. لدي أسرة طيبة للغاية أحبها كثيراً هناك في أميركا». وبدا الجندي في صحة طيبة وظهر أكثر من مرة وهو يأكل. والشريط مقطوع في بعض الأجزاء ويمكن سماع صوت يلقنه عبارات في بعض الأحيان. وفي لقطة سأله أحدهم بالإنكليزية: «هل لديك رسالة تريد ايصالها إلى أهلك؟». فقال الجندي: «نعم. إلى الإميركيين الذين لديهم أحباء هنا، الذين يعلمون جيداً معنى أن يفتقدوهم، لديكم القدرة على جعل حكومتنا تعيدنا الى الوطن». وأضاف: «أرجوكم، أعيدونا الى الوطن حتى نعود إلى المكان الملائم لنا وليس هنا لنضيع وقتنا وأرواحنا». ورداً على اسئلة تركزت على سبب «غزو» القوات الدولية افغانستان والضحايا المدنيين لعملياتها و»التجاوزات» بحق المساجين الأفغان او «الشتائم بحق الإسلام»، قال الجندي: «يمكنني ان اقول اننا اجتحنا بلداً مستقلاً وشعباً مستقلاً». وعن الضحايا المدنيين لعمليات القوات الأجنبية، قال: «ابلغونا انه علينا ان نقبل بالتسبب في سقوط ضحايا مدنيين وأن هذا ليس امراً مهماً (...) قادتنا قالوا لنا انه علينا ان نحصل على معلومات بأي شكل وليست هناك قواعد لما علينا فعله». وأوضح ان «عدد القتلى الأميركيين» في افغانستان «اكبر مما تقول الحكومة الأميركية»، وأشار خصوصاً الى «انتحار» و»فرار» جنود. وأكد انه يلقى معاملة جيدة جداً من «طالبان»، مؤكداً انهم «اشخاص عاديون يقاتلون من اجل معتقداتهم وديانتهم وبلدهم». على صعيد آخر، قال قائد سلاح الجو الأسترالي أنغوس هيوستن ان جندياً أسترالياً قتل وجرح آخر في أفغانستان بانفجارعبوة ناسفة. ونقلت وكالة الأنباء الأسترالية «أي أي بي» عن هيوستن توضيحه في مؤتمر صحافي في كانبيرا امس، ان الحادث وقع خلال دورية في وادي بالوتشي في ولاية اوروزجان. وتوقع وزير الدفاع الأسترالي جون فولكنر أن يشتد القتال في أفغانستان مع مرور الصيف، مشيراً إلى ان الجنود الأستراليين هناك يقومون بعمل صعب وخطير. في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ان على القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة أن تحرز تقدماً في أفغانستان بحلول الصيف المقبل، لتفادي تشكيل تصور لدى الرأي العام بأنه أصبح من المستحيل الانتصار في الصراع. وأقر غيتس في حديث إلى صحيفة «لوس أنجليس تايمز» ان هذا الانتصار هو «احتمال بعيد المدى» في إطار أي سيناريو، وليس من المتوقع أن تنتصر الولاياتالمتحدة في الحرب في غضون سنة، لذلك دعا القوات الأميركية لكي تبدأ تغيير الوضع في غضون السنة وإلاّ ستواجه خسارة تأييد الرأي العام. وأوضح انه «بعد تجربة العراق، لا أحد على استعداد لرحلة طويلة لا يبدو أننا نتقدم فيها»، مضيفاً «القوات تعبت والشعب الأميركي متعب جداً». وشدد وزير الدفاع الأميركي على ضرورة التقدم في أفغانستان خلال مقابلة أجريت معه على متن طائرته لدى عودته إلى واشنطن بعد زيارة إلى بحارة أميركيين الجمعة في منطقة البحيرات الكبرى في ولاية إيلينوي. وقال ان الأميركيين قد يكون لديهم الصبر لمواصلة الحرب في أفغانستان فقط في حال بدأت المقاربة العسكرية الجديدة بإخراج الصراع من الورطة.