دمشق، عمان - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - اندلعت مواجهات عنيفة بين الجيش النظامي السوري ومقاتلين من «الجيش السوري الحر» في مدينة الرستن في ريف حمص والتي تعد من معاقل المعارضة. وقال ناشطون إن ما لا يقل عن 30 شخصاً قتلوا خلال المواجهات التي استخدمت فيها المدفعية الثقيلة، من بينهم 23 جندياً، وذلك في واحد من اكبر الخسائر التي تتعرض لها القوات الحكومية في يوم واحد. وأفاد ناشطون ان قوات المعارضة دمرت ثلاث حاملات عسكرية مصفحة وصادروا اثنتين واحتجزوا 15 جندياً. في موازاة ذلك، قتل وأصيب العشرات في مواجهات بين القوات النظامية ومعارضين في دير الزور وحماة ودمشق. وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن اشتباكات عنيفة منذ فجر أمس «على مداخل مدينة الرستن بين مقاتلين منشقين والقوات النظامية السورية التي تحاول اقتحام المدينة الخارجة عن سيطرة النظام منذ أشهر». وقال ان القوات النظامية تكبدت «خسائر فادحة خلال الاشتباكات التي دارت فجر» امس، مشيراً الى مقتل «ما لا يقل عن 23 جندياً من القوات النظامية وجرح العشرات»، إضافة الى «تدمير ثلاث ناقلات جند مدرعة والاستيلاء على اثنين منها». وتحاصر القوات النظامية منذ اشهر مدينة الرستن، وحاولت مرات عدة اقتحامها والسيطرة عليها. ويتركز تجمع كبير من المنشقين في هذه المدينة التي زارها في الايام الماضية رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود والتقى فيها مع المتحدث باسم القيادة المشتركة ل «الجيش السوري الحر» في الداخل العقيد قاسم سعد الدين. وقال الناطق العسكري باسم «الجيش الحر» في حمص وريفها الرائد المنشق سامي الكردي لوكالة فرانس برس من مدينة الرستن ان «القوات النظامية امطرت المدينة خلال يومين بأكثر من 300 قذيفة من مختلف انواع الاسلحة، تمهيداً لاقتحامها». وأسفر هذا القصف امس عن مقتل طفل وسقوط عشرات الجرحى بحسب المرصد. واضاف الكردي، الذي انشق عن القوات النظامية قبل شهرين، أن الجيش «حاول التقدم فجراً باتجاه المدينة، لكنه ووجه بمقاومة عنيفة من عناصر الجيش الحر المتمركزين في المدينة». وقال الكردي رداً على سؤال، إن «العسكريين المنشقين والمدنيين من سكان الرستن في حالة تأهب لمنع القوات النظامية من دخول المدينة بكل ما في وسعهم». واضاف: «الناس باتوا يعرفون ماذا يعني دخول القوات النظامية الى مدينة منتفضة»، في إشارة الى ما يردده ناشطون ومنظمات حقوقية عن انتهاكات وإعدامات حصلت بعد اقتحام القوات النظامية لمناطق معينة. وقال أحد أفراد «الجيش السوري الحر» في البلدة، طالباً عدم نشر اسمه في حديث هاتفي لرويترز عبر الأقمار الصناعية: «تقصف القذائف والصواريخ البلدة منذ الساعة الثالثة صباحاً (منتصف الليل بتوقيت غرينتش) بمعدل قذيفة كل دقيقة. لقد دُمرت الرستن». وذكر ان من بين القتلى أحمد أيوب، وهو من قادة «الجيش السوري الحر» الذي تقاتل قواته القوات الحكومية، التي قال انها تشمل وحدات خاصة وأفراداً من المخابرات العسكرية. في دمشق، أفاد المرصد أن القوات النظامية السورية نفذت امس حملة مداهمات في حي القابون. وفي محافظة حماة (وسط)، خرجت تظاهرات صباح امس، أبرزها في بلدة اللطامنة تضامناً مع بلدة التمانعة الواقعة ايضا في الريف الغربي من المحافظة نفسها، والتي قتل فيها اول من امس خمسة مواطنين بينهم امرأة وأصيب 18 آخرون بنيران القوات النظامية لدى اقتحامها البلدة. وأظهر شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الانترنت محلات تجارية مقفلة في اللطامنة، واشار الناشط ابو غازي الحموي في بريد الكتروني، إلى أن هناك «إضراباً عاما في البلدة نصرة لبلدة التمانعة». وسارت تظاهرة صباحية في بلدة حيالين في ريف حماة وفي حي بستان القصر في مدينة حلب (شمال)، وفق ناشطين. في دير الزور (شرق)، قتل طفل في الخامسة عشرة من عمره برصاص القوات النظامية، التي اعتقلت اكثر من 15 شخصاً من مدينة القورية، بحسب المرصد. وواصل مراقبو الأممالمتحدة جولاتهم للمناطق المضطربة في سورية امس. وأعلنت الصين ان ستة مراقبين عسكريين صينيين تابعين للأمم المتحدة غادروا بكين امس، للانضمام إلى 189 مراقباً في سورية، وكان المراقبون قاموا بزيارة لشمال سورية. في موازاة ذلك، افادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، أن «مجموعة إرهابية مسلحة مكونة من 5 أفراد اغتالت صباح امس العقيد أحمد سلمان معلا في منطقة جوبر في دمشق، بفتح النار عليه أمام منزله في جوبر أثناء ذهابه لعمله، ما أدى إلى استشهاده على الفور، ولاذ الفاعلون بالفرار». وزدات الوكالة ان «مجموعة ارهابية مسلحة اخرى اغتالت مساء (اول) أمس ضابطاً برتبة مقدم في فرع الأمن الجنائي في درعا وسائقه في جنوب البلاد، إذ إن مجموعة إرهابية تستقل سيارتين استهدفت بنيران اسلحتها الرشاشة المقدم بفرع الأمن الجنائي قيس ساروت لدى خروجه من صالون حلاقة خلف بناء مجلس المدينة بمنطقة المحطة في درعا البلد، ما أدى إلى استشهاده على الفور، فيما عثر على جثة سائقه ضياء الشوفي الذي اختطفه الإرهابيون بعد اصابته لدى محاولته مقاومة الإرهابيين في شارع السويدان في المدينة». وتابعت الوكالة الرسمية أن «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت الشيخ عبد العزيز رشيد الهفل أحد شيوخ عشيرة العكيدات وولده وسائقه، إذ استهدفت المجموعة الارهابية بنيران اسلحتها الرشاشة الشيخ الهفل (تولد 1948) وولده رعد وسائقه جلال حسن المحمد على طريق دير الزور (شمال شرق، ما ادى الى استشهادهم على الفور». وقالت «سانا» إن وفداً من المراقبين الدوليين «زار امس موقع جريمة اغتيال الشيخ الهفل مع ابنه وسائقه». وأشارت الى ان «مجموعة إرهابية مسلحة اغتالت الأسبوع الماضي الشيخ محمود حسن الغناش الملقب حادي الجزاع أحد شيوخ عشيرة العكيدات في دير الزور، وأصابت ابنته التي كانت معه بالسيارة». وفي إدلب شمال غربي سورية، قالت «سانا» إن «مجموعة ارهابية مسلحة اغتالت الشاب أسامة باهر غندور في بلدة عزمارين التابعة لمنطقة حارم، إذ إن ستة إرهابيين اقتحموا الصيدلية الزراعية التي يعمل بها غندور في البلدة المذكورة وأطلقوا النار عليه، ما أدى الى استشهاده على الفور، ثم قاموا بإطلاق النار عشوائياً لترويع الناس قبل ان يلوذوا بالفرار». وبلغت حصيلة قتلى اعمال العنف في سورية اول من امس 45، هم 25 مدنياً وسبعة جنود وخمسة منشقين، وفق المرصد السوري.