دان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، القصف الإسرائيلي لمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وسط مدينة رفح، صباح اليوم (الأحد). ووصف الهجوم ب"الفضيحة الأخلاقية، والعمل الإجرامي"، وقال إن "المسؤولين عن هذا العمل يجب أن يُحاسبوا". وفي سياق متصل، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقرطية، المشارك في المحادثات، قيس عبدالكريم، لوكالة "رويترز"، عبر الهاتف: "بعيداً من التفاصيل، تم الاتفاق على أربع نقاط رئيسة". وأضاف أن "هذه النقاط هي انسحاب القوات الإسرائيلية، وإنهاء الحصار، والإفراج عن الأسرى الذين تم اعتقالهم من صفقة شاليط، والإفراج عن النواب، والإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى، والبدء في إعادة الإعمار، وهناك تفاصيل لكل هذه النقاط". وكان قُتل 10 نازحين فلسطينيين، وأُصيب أكثر من 30 آخرين بجروح، حالات غالبيتهم حرجة، جراء قصف جوي إسرائيلي لمدرسة تابعة للأونروا، في منطقة دوار النجمة، وسط مدينة رفح، التي تضم عشرات العائلات التي نزحت من بيوتها، من شدة القصف المدفعي لتلك المنطقة. وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية، إن "حصيلة ضحايا مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، خلال أمس (السبت) فقط، ارتفعت إلى 71 قتيلاً، و 150 جريحاً". وأضاف أن "إجمالي حصيلة الهجوم الإسرائيلي المستمر، في يومه السابع والعشرين، بلغت 1830 قتيلاً، و9370 جريحاً". وقال أطباء ومسعفون إن "عشرات الإصابات، ومن قُتلوا، وصلوا تباعاً الى المستشفى الكويتي القريب من منطقة النجمة، في رفح، وإن حالة من الإرباك سادت داخل هذا المستشفى، بسبب صغر حجمه، وإنهم بدأوا بإلقاء المصابين والقتلى في ممرات وطرقات المشفى، لعدم استيعاب غرف العناية والاستقبال لهذا العدد". ولم يعلّق الجيش الإسرائيلي، الذي يواصل ضرباته لأهداف في القطاع، على الحادث. وجاء التصعيد الأخير، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي أن الملازم الثاني، هادار غولدين، الذي كان الإسرائيليون يخشون أنه قد أُسر من قبل الفلسطينيين، قد قتل. وكان غولدين قد فُقد أمس الأول (الجمعة)، قرب رفح، وتبيّن في وقت لاحق أن غولدين يمتّ بصلة قرابة لوزير الدفاع الإسرائيلي، موشي يعلون، ولكن هذه المعلومة لم تُعلن "خشية أن تستغلها حماس في حال أسره". وبذلك يصبح عدد الإسرائيليين الذين قُتلوا منذ انطلاق العملية العسكرية الحالية 66 شخصاً، كلهم من العسكريين، عدا قتيلين اثنين، بينما تقول وزارة الصحة الفلسطينية إن عدد القتلى في الجانب الفلسطيني بلغ 1740 قتيلاً، وبلغ عدد الجرحى 9080. وتأتي هذه الغارات، بعد أقل من 24 ساعة من إعلان الحكومة الإسرائيلية تعهّدها باستمرار الهجمات ب"القوة الضرورية". وكان قصف إسرائيل لملجأ تابع للأمم المتحدة في جباليا، الأسبوع الماضي، والذي راح ضحيته 16 شخصاً، أدى إلى إدانات دولية واسعة. وفي الهجوم الأخير، الذي طال المدرسة في رفح، قال شهود عيان إن الصاروخ الإسرائيلي انفجر بينما كان السكان ينتظرون دورهم لاستلام الطعام. وقال مدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا)، في غزة، روبرت تيرنر: "لقد أحطنا الجيش الإسرائيلي علماً عدة مرات بمواقع كل منشآتنا. لقد كانوا يعلمون أماكن هذه الملاجئ، وليست لديّ فكرة لماذا تتكرّر هذه الأفعال". وكان الجيش الإسرائيلي قد قال، اليوم (الأحد)، إن قواته بدأت بالانسحاب من بعض المناطق، إلى "شريط أمني مؤقت، لغرض تقييم الموقف". وتقول تقارير إن الجيش الإسرائيلي يقترب من تنفيذ هدفه المُعلن، بتدمير الأنفاق التي يقول الإسرائيليون إن المسلحين الفلسطينيين يستخدمونها للتسلل إلى إسرائيل. وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، العقيد بيتر ليرنر، لوكالة "فرانس برس": "تعيد قواتنا انتشارها في قطاع غزة، وتتخذ أيضاً مواقع أخرى، ولذا فملامح العملية البرية ستتغيّر. العملية ستشهد تغييراً في الوتيرة، ولكنها متواصلة". ولكن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، حذّر من أن إسرائيل ستواصل هجومها، قائلاً إن الجيش "سيعمل ما ينبغي عليه عمله لحماية الشعب الإسرائيلي". من جانبه، قال فوزي برهوم، الناطق باسم حركة "حماس"، إن الحركة "ستواصل المقاومة حتى تتحقق أهدافها". ولم يصل وفد إسرائيلي إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات غير المباشرة، التي تقودها مصر بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، للتوصل إلى تهدئة في القطاع. من جهته، وصف وزير الخارجية البريطاني، فليب هاموند، الوضع الراهن في قطاع غزة بأنه "لا يُطاق، وينبغي تداركه". وقال الوزير البريطاني، في حديث خصّ به صحيفة "صنداي تلغراف"، إن "الأزمة المعتملة حالياً في غزة، قد تتحول إلى دائرة متواصلة من العنف".