دمشق - «الحياة»، أ ف ب - اعتبرت القيادة القطرية لحزب «البعث» ان «التفجيرين الإرهابيين» اللذين وقعا في دمشق الخميس استهدفا أمن سورية و»يصبان في مصلحة إسرائيل ومَن يقف معها ومَن ينفذ أوامرها» في المنطقة، فيما ذكرت الصحف السورية الصادرة الجمعة، ان التفجيرين يهدفان الى افشال خطة مبعوث الأممالمتحدة كوفي انان، مطالبة إياه بكشف «الحقائق». وكانت وزارة الداخلية السورية أعلنت ان «التفجيرين الإرهابيين» نُفذا بسيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان، وأديا الى سقوط 55 قتيلاً وجرح 273 شخصاً، اضافة الى 15 كيساً من الأشلاء. ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن بيان لقيادة «البعث» قولها: «بعد إنجاز أهم استحقاق دستوري بانتخاب أعضاء مجلس الشعب (البرلمان) في ظل الدستور الجديد، ارتكب الإرهابيون ومن يقف معهم ويساندهم بالمال والسلاح علناً جريمة بشعة استهدفت المدنيين العابرين، ومنهم الأطفال والنساء والشيوخ والباحثون عن رزقهم بعرق جبينهم في إطار تنفيذ المخطط الذي يستهدف أمن سورية وشعبها ودور مؤسساتها، والذي يصب في مصلحة إسرائيل ومن يقف معها ومن ينفذ أوامرها في المنطقة». وزادت ان التفجيرين استهدفا «الشعب السوري وإنجازه الديموقراطي الذي تحقق على صعيد تنفيذ حزمة الإصلاحات التي تقررت أم على صعيد التأثير في دور المراقبين الدوليين والنتائج التي قد تسفر عنها معرفة الحقائق على الأرض ومعالجتها». وجددت القيادة القطرية «تأكيد عزم الشعب السوري على مواجهة الإرهاب وعزم السلطات المختصة على مطاردة الإرهابيين وتعقب القتلة وخلاياهم وتقديم كل من ساهم بسفك دماء السوريين إلى القضاء لينال قصاصه العادل». وكان مجلس الشعب (البرلمان) أفاد ان «العمل الإرهابي الذي استفاقت عليه دمشق الخميس، يأتي في سياق الفصل الأخير من المؤامرة المكشوفة على سورية العزيزة الصامدة»، ونقلت «سانا» عن بيان، ان المجلس «يطالب المنظمات والهيئات الدولية ان تضطلع بمسؤولياتها في اطار مؤتمر خاص يدعم خطة المبعوث الدولي كوفي عنان بكامل بنودها الهادفة إلى اخراج سورية من محنتها تمهيداً لحل سياسي نابع من إرادة السوريين أنفسهم عبر الحوار الوطني لاستكمال موجبات الاصلاح الشامل بقيادة الرئيس بشار الأسد». الى ذلك، ذكرت صحيفة «تشرين» الحكومية، أن التفجيرين يحملان «رسالة واضحة مفادها أن الجهات والدول المتورطة في الأحداث السورية مستمرة في تصعيدها ودعمها العمليات الإرهابية، وتوفير ما تحتاجه المجموعات المسلحة من أموال وأسلحة، بغية المحافظة على مستوى معين من القتل والتخريب، سعياً منها لإفشال مهمة المبعوث الأممي كوفي انان وخطته الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة». كما طالبت المجتمع الدولي «بما هو أبعد من مجرد إدانات وتعاطف» ومواجهة ما تتعرض له البلاد عبر «تطبيق ما كانت قد أجمعت عليه الأسرة الدولية من إجراءات وقرارات لمواجهة الإرهاب ومحاربته عالمياً بدءاً من تجفيف قنوات التمويل المالي مروراً بوقف الدعم اللوجستي والعسكري وانتهاء بمنع التحريض والاحتضان الفكري والتدريبي للإرهاب وملاحقتهما». واعتبرت صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم، أن الشعب السوري «لن يتقبل الى ما لا نهاية، إصرار أنان على الوقوف في الوسط، وحرصه على خطب ود التحالف الغربي بتهربه من مكاشفة مجلس الأمن بالحقائق». وأضافت: «لم يعد الشعب السوري يطيق السلوكية العبودية لدى (الامين العام للامم المتحدة بان) كي مون، عندما يقصر إدانته، مرة أخرى، على العمليات الإرهابية، من دون أن يتوجه بهذه الإدانة للارهابيين أنفسهم». من جهة أخرى، اعتبرت صحيفة «الثورة» الرسمية، أن «محاربة الإرهاب لا تحتمل الانتقائية ولا الاستنسابية»، وأضافت انه «في الدم السوري باتت المهادنة مرفوضة».