قالت وسائل إعلام سورية حكومية إن «الاعمال الارهابية» التي حصلت في سورية في الفترة الأخيرة وآخرها «التفجير الانتحاري» في حي الميدان في دمشق تحمل «بصمات الفكر الارهابي للتنظيمات المتطرفة وفي مقدمها تنظيم القاعدة». وبثت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) امس ان «طريقة وأسلوب تخطيط وتنفيذ الأعمال الإرهابية المنظمة التي تستهدف الشعب السوري والتي كان آخرها التفجير الإرهابي الانتحاري في حي الميدان، تحمل بصمات الفكر الإرهابي للتنظيمات المتطرفة وفي مقدمها تنظيم القاعدة وما ينضوي تحت لوائه من مجموعات وحركات بأسماء متنوعة سبق أن أدمت العديد من مدن العالم بتفجيرات انتحارية مشابهة بالتنفيذ والهدف». وزادت: «هذا النهج الإرهابي المتطرف أخذ طريقه إلى سورية منذ بداية الأزمة فاستهدفت العديد من العمليات الإجرامية مؤسسات الدولة باستخدام الأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة التي يقودها إرهابيون لقنوا هذا الفكر الإرهابي المتطرف، قبل أن يتسلل القسم الأكبر منهم عبر الحدود بتنسيق وإشراف ودعم من دول اعترفت صراحة أنها تتبنى دعم وتسليح وتمويل هؤلاء الإرهابيين كاستراتيجية عمل لها». وأشارت «سانا» الى «تأكيد عشرات التقارير الإعلامية الغربية تسلل عناصر القاعدة إلى سورية عبر الحدود مع الدول المجاورة فيما قتل العديد من الإرهابيين المتطرفين الذين يحملون جنسيات أجنبية على الأراضي السورية بعدما تلقوا تدريبهم في معسكرات أقيمت على الأراضي التركية لتكون منطلقاً لهم لتنفيذ اعتداءاتهم على الأراضي السورية» والى «اعتراف العديد من المسؤولين في الدول المجاورة والبعيدة بواقع تسلل إرهابيي القاعدة إلى سورية وكان في مقدمهم مدير المخابرات الوطنية الأميركية جيمس كلابر الذي أكد أن التفجيرات التي نفذت في دمشق وحلب من انتحاريين يقودون سيارات مفخخة تحمل بصمات تنظيم القاعدة ليتبعه وزير الدفاع ليون بانيتا بالتعبير عن قلقه ولو إعلامياً من تسلل هؤلاء العناصر الإرهابية إلى سورية، فيما أكد رئيس الوزراء العراقي (نوري المالكي) أن القاعدة بدأت تتسلل من العراق إلى سورية بعد فترة فقط من تأكيد وزير الدفاع اللبناني (فايز غصن) واقعة التسلل هذه ولكن من الأراضي اللبنانية». وأشارت «سانا» الى انه «رغم الاعتراف الأميركي باختراق القاعدة للمعارضة المسلحة في سورية واعتراف العديد من الجماعات المحسوبة على فكرها المتطرف بمسؤوليتها عن العديد من هذه التفجيرات الإرهابية ومنها ما يسمى جبهة النصرة سارعت وزيرة الخارجية الأميركية (هيلاري كلنتون) إلى الإعلان عن تقديم مساعدة لوجستية إلى المجموعات المسلحة في سورية بما يشكل دليلاً على دعم الأخيرة لإرهاب القاعدة ويدفع للتساؤل عن العلاقة بين الطرفين ناهيك عن المساعدات السرية الأخرى التي لم يعلن عنها. فالزعم الأميركي بمحاربة الإرهاب والذي يشكل تنظيم القاعدة واجهته ومن ثم شن الحروب وغزو الدول تحت هذه الحجة للقضاء عليه يقابل بتناقض فاضح من خلال إصرار الدول الغربية وفي مقدمها الولاياتالمتحدة على دعم الإرهابيين في سورية». وتابعت الوكالة الرسمية: «يشير تزايد الاعتداءات الإرهابية التي تحمل بصمات القاعدة وارتفاع عدد ضحاياها من أبناء الشعب السوري رغم التوصل إلى اتفاق دولي على دعم مهمة المبعوث الأممي إلى سورية كوفي انان والتي تشترط وقف العنف، إلى تصميم أركان تحالف الإرهاب ضد سورية على تصعيد دعمهم لتلك الأدوات المأجورة بالمال والسلاح والتقنيات». وكتبت صحيفة «تشرين» الحكومية في افتتاحيتها امس «لم تكن التفجيرات الارهابية الانتحارية التي تعرضت لها عدة مناطق سورية خلال الفترة الماضية أولى المؤشرات على دخول تنظيم القاعدة ميدان الأحداث في سورية، انما كانت في طريقة تنفيذها واختيارها للأهداف ترجمة فعلية مباشرة لوجود هذا التنظيم في البلاد». وأضافت «إن ما تواجهه سورية يتجاوز مجموعات مسلحة تكونت من مجرمين فارين من وجه العدالة أو ممن غررت بهم بعض الدول والجهات، ليصل الى ارهاب تقوده القاعدة في عمليات ويستفيد مسلحون آخرون من تجاربها وطريقتها وأسلوبها في عمليات أخرى». ولفتت الى ان ذلك «يعطي الدولة السورية الحق كاملاً في حماية مواطنيها وصيانة أمنهم واستقراره». وفي المجال ذاته، ذكرت صحيفة «الثورة» الحكومية امس ان تنظيم القاعدة هو «صاحب امتياز الاعمال الارهابية الشنيعة في العالم وفي سورية»، مشيرة الى ان «هذا الارهاب تدعمه وتموله دول غربية واقليمية وبعض العرب لإفشال خطة المبعوث الأممي كوفي انان». وأضافت ان «الاعتراف الاميركي الاخير بتقديم وسائل اتصال للارهابيين في سورية دليل واضح على حالة التماهي بين التنظيمات الارهابية وعلى رأسها القاعدة». الى ذلك، دان «اتحاد علماء بلاد الشام» امس «التفجيرات الاجرامية والإرهابية في سورية التي تقوم بها مجموعات القتل والتخريب». ونقلت «سانا» عن بيان الاتحاد قوله ان «قتل الشعب السوري ليس الا صدى للفتاوى التحريضية والتكفيرية من علماء التحريض والفتنة الذين يتحملون مسؤولية الكلمة والموقف امام الله ورسوله والشعوب والتاريخ». كما بثت الوكالة بيانات ادانة لاحزاب سورية وجمعيات للجاليات في الاغتراب ومنظمات ومؤسسات فلسطينية.