جاء من بعيد، وسلك طريقاً استعاد حاسة السير في منحنياته بسلاسة ورشاقة، فسبق الجميع وتخطى كل الحواجز وعانق كأس «يوروبا ليغ» بكل استحقاق، فنتائجه الكبيرة في المواجهات الحاسمة من معترك البطولة تثبت قوة ومعدن نادي العاصمة الإسبانية، فهو الذي قسا على مواطنه فالنسيا برباعية في نصف النهائي، وهو أيضاً الذي استلذ القسوة على أقرانه من الأندية الإسبانية فتحولت قوته إلى سطوة، إذ ألحق أتلتيك بلباو بفالنسيا ولقنه درساً لن ينساه أنصاره وأطلق عليه ثلاث رصاصات قضت على أحلامه، وتوشح بها المدريديون رداء الأبطال. «يوروبا ليغ» لم تعد غريبة على أتلتيكو مدريد، إذ حققها بالأمس القريب عندما تغلب على فولهام بهدفين في مقابل هدف في عام 2010 وكان التوقيع حينها للنجم الأورغوياني دييغو فورلان، وكان أيضاً بجانبه الأرجنتيني المميز كون أغويرو الذي أسهم وبقوة في إحراز اللقب، فغاب لعام واحد عن التتويج الذي تزين به فريق بورتو البرتغالي في عام 2011، ولكن السر كان يكمن في صقر كولومبي اسمه راداميل فالكاو، وهو الأمر الذي استدركه أبناء مدريد، فما كان منهم إلا أن عوضوا انتقال فولان وأغويرو بالتعاقد مع فالكاو الذي يملك خريطة الطريق للذهب الأوروبي، وبالفعل كان لهم ما أرادوا فعادوا إلى مجدهم بأقصى سرعة وعبر من انتدبوه بأغلى الأثمان بالملايين التي بلغت ال40 في الصيف الماضي. ربما لا تكون لذة الفوز ب «يوروبا ليغ» مثل تلك التي يجدها المتوّجون بدوري أبطال أوروبا، ولكنه إنجاز يدوّن في السجلات الأوروبية، وحضور لافت على مستوى القارة وصل بأتلتيكو من ذي قبل للفوز على بطل «دوري الأبطال» في كأس السوبر إنترميلان في عام 2010.