موسكو، واشنطن – رويترز، أ ف ب – افادت وكالة «رويترز» بأن الولاياتالمتحدة نفذت تجربة ناجحة أولى لصاروخ اعتراضي جديد، مُصمم للدرع الصاروخية التي تنشرها في أوروبا، فيما أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأميركي باراك أوباما انه لن يتمكن من المشاركة في قمة مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى، والمقررة في كامب ديفيد الأسبوع المقبل، متذرعاً بضرورة تشكيل حكومة جديدة. ونقلت «رويترز» عن ريكي أليسون، وهو مؤيد بارز للدرع الصاروخية، بعدما شهد التجربة من منشأة لاختبار الصواريخ في هاواي: «أضاءت البحرية الأميركية السماء وضربت صاروخاً مستهدفاً». والصاروخ الاعتراضي الجديد هو من إنتاج شركة «رايثيون». في غضون ذلك، أعلن الكرملين أن «بوتين أبلغ أوباما خلال اتصال هاتفي، بأنه لن يتمكن من المشاركة في قمة مجموعة الثماني، اذ يُرجح ألا ينتهي من تشكيل الحكومة بحلول موعد القمة» في 18 و19 الشهر الجاري. وأضاف ان «الجانب الأميركي تلقى هذه الأنباء بتفهم»، مشيراً الى أن رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف سيمثّل روسيا في القمة. وأكدت الرئاسة الروسية أن بوتين وأوباما سيعقدان لقاءً ثنائياً، على هامش قمة مجموعة العشرين في المكسيك، يومي 18 و19 حزيران (يونيو) المقبل. أتى بيان الكرملين بعد ساعات على إعلان البيت الأبيض أن أوباما وبوتين تحدثا هاتفياً، مشيراً الى أن الرئيس الروسي «تطرّق الى مسؤولياته لجهة إنهائه التعيينات في الحكومة الروسية الجديدة، وأسِف لعدم تمكنه من المشاركة في قمة مجموعة الثماني». وأضاف ان «أوباما قال إنه يتفهم قرار بوتين، وأشاد بمشاركة مدفيديف في القمة». وأكد البيت الأبيض أن أوباما وبوتين سيلتقيان على هامش قمة مجموعة العشرين في المكسيك، لافتاً الى انهما كررا خلال اتصالهما الهاتفي «اهتمامهما بالحوار على أعلى مستوى الذي طبع مرحلة استئناف العلاقات» بين بلديهما، بعد تسلّم الرئيس الأميركي مهماته في كانون الثاني (يناير) 2009. لكن مراقبين لفتوا الى أن إعلان بوتين يأتي بعد عنف يُعتبر سابقة واعتقالات لمعارضين روس، خلال تظاهرات واكبت تنصيبه الأحد الماضي. وكانت الولاياتالمتحدة أبدت «قلقها» إزاء عنف الشرطة الروسية، لكن بوتين يتهمها بمساعدة الحركة الاحتجاجية ضده، وتمويلها. «أسئلة مزعجة» وقالت ماريا ليبمان، وهي محللة في «معهد كارنغي» في موسكو، ان قصة تشكيل الحكومة الجديدة «لا تقنع كثيراً، وإرسال مدفيديف الى الولاياتالمتحدة في هذا الوقت، لا يؤدي سوى الى تعزيز هذا الانطباع». واعتبرت ان «بوتين لا يريد ان يواجَه بأسئلة مزعجة من زملائه وصحافيين أجانب تابعوا الأحداث التي رافقت تنصيبه، ويلتزم حذراً كبيراً إزاء الولاياتالمتحدة، قد لا يزول إطلاقاً». الى ذلك، أعلنت لجنة تحقيق روسية انها ستستجوب أليكسي نافالني وسيرغي أودالتسوف، وهما من قادة المعارضة وحُكم بسجنهما 15 يوماً، بعد اعتقالهما الأحد الماضي. وتتهم اللجنة الرجلين ب»الدعوة الى اعمال شغب كثيفة وممارسة عنف ضد اشخاص يمثلون السلطة الرسمية»، وهي جرائم يُحكم بسجن مرتكبيها ثلاث سنوات وعشراً.