تسلم فلاديمير بوتين الاثنين مهامه كرئيس لروسيا لولاية ثالثة اعتبرها «حاسمة لمصير روسيا» غداة تظاهرة كبرى للمعارضة التي تندد بعودته الى الكرملين قامت الشرطة بقمعها بعنف، وقال بوتين في كلمة مقتضبة : «اليوم ندخل في مرحلة جديدة من التطور الوطني. سيكون علينا تولي مهام بابعاد ومستويات جديدة». وتابع بوتين أمام حوالي ثلاثة آلاف شخص في الكرملين لحضور حفل التنصيب ان «السنوات المقبلة ستكون حاسمة لمصير روسيا للعقود المقبلة وعلينا ان ندرك ان حياة أجيال المستقبل والآفاق التاريخية لدولتنا وأمتنا هي رهن بنا». وبوتين الذي كان يتولى منصب رئيس الوزراء بعدما كان رئيسا من 2000 حتى 2008، خلف رسميا ديمتري مدفيديف في حفل ضخم نظم في القصر الكبير بالكرملين. وبعدما سار على السجادة الحمراء وسط تصفيق الحاضرين، أدى بوتين اليمين الدستورية، وقال : «أقسم بصفتي رئيسا لاتحاد روسيا على احترام وحماية حقوق وحريات الشعب والمواطنين، واحترام وصيانة دستور اتحاد روسيا». واقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام البرلمان ترشيح سلفه ديمتري مدفيديف لتولي رئاسة الحكومة، حسبما نقلت وكالات الأنباء عن رئيس الدوما سيرغي ناريشكين. وعشية هذا الحفل، نظمت المعارضة تظاهرة ضمت ثمانية آلاف شخص الى عشرات آلاف في موسكو حسب السلطات والمنظمين، وقمعتها الشرطة بالقوة، حيث ضربت المتظاهرين بالهراوات، وأصيب 29 شرطيا بجروح في الصدامات التي تلت التظاهرة. وأعلنت الشرطة انها أوقفت 436 شخصا بينهم زعيم جبهة اليسار سيرغي اودالتسوف والمدون الكسي نافالني ونائب رئيس الوزراء السابق بوريس نيمتسوف. وفتح تحقيق بتهمة «الدعوة الى الاخلال بالنظام العام» وارتكاب «أعمال عنف ضد شخص يمثل السلطة العامة» وهي جنح عقوبتها على التوالي السجن ثلاث وعشر سنوات. وسجل انتشار أمني كثيف أمس في محيط الكرملين ووسط موسكو ، حيث نشر آلاف الأشخاص لضمان الأمن. وحاول معارضون التجمع الاثنين قرب الكرملين للتنديد بعودة بوتين الى السلطة، في تظاهرة غير مرخصة. وأعلنت شرطة موسكو انها أوقفت الاثنين حوالي 120 شخصا بينهم بوريس نيمتسوف. ووجد بوتين نفسه في نهاية 2011 في مواجهة موجة احتجاجات غير مسبوقة من جانب الشعب الذي نزل بأعداد كبرى الى الشارع للتنديد بما قال: إنه تزوير للانتخابات التشريعية ثم الرئاسية والفساد المستشري في البلاد.