يبدو رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مطمئناً لفوزه في أول انتخابات رئاسية تجري وفق نظام الإقتراع العام المباشر في تركيا خصوصاً وأن استطلاعات الرأي تتوقّع فوز أردوغان بما يتراوح بين 51 و55 في المائة من الأصوات في الاقتراع المرتقب إجراؤه في 10 و24 آب (أغسطس)، ما يُتيح له في هذه الحالة مواصلة هيمنته على الحياة السياسية في البلاد واستكمال التحوّلات التي يجريها فيها. ويقود أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية" المنبثق عن "التيار الإسلامي" البلاد منذ أكثر من عشر سنوات بعدما كان رئيساً لبلدية إسطنبول سابقاً. وبوصوله إلى سدة الرئاسة، سيتمكن رئيس الوزراء من الإستمرار في تسلم مقاليد الحكم خلال ولايتين إضافيتين من خمس سنوات. وفي حال فوزه، سيحطم أردوغان رقماً قياسياً لجهة استمراريته السياسية بعد مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة والعلمانية التي قامت على أنقاض السلطنة العثمانية. ويتمنى أردوغان تعزيز شرعيته من خلال الإقتراع المباشر على الرغم من الغضب الشعبي الذي ندد بانحرافه الاستبدادي خلال صيف العام 2013 والذي أعقبه فضيحة فساد مدوية طالته شخصياً خلال الشتاء الماضي . ويبدو خصماه أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام السابق ل"منظمة التعاون الإسلامي" والنائب الكردي صلاح الدين دمرتاش غير قادرين على الوقوف في وجه طموحاته. كما يبدو مستقبل رئيس الدولة الحالي عبدالله غول الوجه المعتدل في تركيا غامضاً.