وجه رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان الذي انتخب امس الاحد رئيسا لتركيا في اول انتخابات تجرى بالاقتراع الشعبي، رسالة للوحدة قائلا إنه يريد بدء «مرحلة جديدة» في بلد شهد انقسامات كبيرة في عهده. وقال اردوغان امام آلاف من انصاره تجمعوا في انقره «نختم مرحلة وندخل في مرحلة جديدة» واعدا بأن يكون «رئيس 77 مليون تركي» كما دعا الى تخطي «خلافات الماضي». ووعد الرئيس المنتخب الذي يحكم تركيا منذ العام 2003 ب»عملية مصالحة اجتماعية جديدة» بين مواطنيه الذين شكرهم بدون استثناء على مشاركتهم في الانتخابات. قد انتخب رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان رئيسا للجمهورية التركية من الدورة الاولى للانتخابات لولاية من 5 سنوات تطيل بذلك سيطرته المطلقة على مقاليد الحكم التي تثير بالفعل الانتقادات بشان نزعته الاستبدادية. وكما توقعت استطلاعات الراي تقدم رجل تركيا القوي بفارق كبير على منافسيه في الجولة الاولى من الانتخابات التي جرت للمرة الاولى بالاقتراع العام المباشر بحصوله على نحو 52% من الاصوات. وحصل مرشح حزبي المعارضة الاشتراكي الديموقراطي والقومي اكمل الدين احسان اوغلي استاذ التاريخ المرموق الذي تولى قيادة منظمة المؤتمر الاسلامي على 39% من الاصوات فيما جمع مرشح الاقلية الكردية صلاح الدين دمرتاش اكثر من 9%. ورغم انه بعيد عن المد الكاسح الذي توقعته بعض استطلاعات الراي فان هذا الفوز يشكل نجاحا لاردوغان الذي ينضم بذلك الى مؤسس الجمهورية التركية الحديثة والعلمانية مصطفى كمال باعتبارهما اكثر القادة تاثيرا في تاريخ تركيا الحديثة. الرئيس المنتخب لم يخف ابدا رغبته في وضع يده على السلطة التنفيذية من خلال تعزيز صلاحيات منصب رئيس الدولة الذي لا يزال حتى الان منصبا فخريا الى حد كبير. وقال اردوغان وهو يدلي بصوته ظهر الاحد في مدرسة على الضفة الاسيوية لمدينة اسطنبول إن «الرئيس المنتخب والحكومة المنتخبة سيعملان يدا بيد». وعقب معرفة النتائج النهائية توجه رئيس الوزراء الى مسجد ايوب سلطان في اسطنبول لاداء الصلاة كما كان يفعل السلاطين العثمانيون قبل اعتلائهم عرش السلطنة العثمانية كما عرضت قنوات التلفزيون التركية. وقال اردوغان امام المئات من انصاره الذين تجمعوا امام المسجد «اشكر كل الذين عملوا على تحقيق هذه النتيجة» مضيفا «ليكن الله في عوننا في هذا الطريق». ولم يكن من المفاجىء ان يتغلب اردوغان بسهولة على منافسيه في ختام حملة انتخابية طغى عليها كليا بخطبه النارية وبالقوة المالية الضخمة لحزبه وسيطرته على وسائل الاعلام الوطنية. واعلن كل من احسان اوغلي ودمرتاش هزيمته لكنهما نددا بحملة «غير عادلة» و»غير متناسبة» لمنافسهما. واردوغان، الذي ما زال يحظى بشعبية كبيرة رغم الانتقادات والفضائح، تمكن من تعبئة انصاره بكثافة. في المقابل لم يتمكن احسان اوغلي سوى من اعطاء صورة الرجل الطيب الحكيم لكن بلا تاثير او بريق وبذلك لم يتمكن من احداث صحوة «الجماهير الصامتة» التي كان يعول عليها. ايضا مرشح الاقلية الكردية النائب صلاح الدين دمرتاش المحامي صاحب الابتسامة الجذابة البالغ من العمر 41 عاما لم ينجح في استقطاب اصوات من خارج هذه الاقلية المؤلفة من 15 مليون كردي. المزيد من الصور :