تجري عملية فرز الاصوات في مراكز الاقتراع في سورية لإعلان اللجنة القضائية العليا نتائج انتخابات مجلس الشعب (البرلمان) في الساعات المقبلة، في وقت أُعيدت الانتخابات يوم امس في مركزي اقتراع في مدينة دمشق، ذلك بعد اعلان «حصول بعض مخالفات أثّرت في نزاهة الانتخابات» يوم اول امس. وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، ان صندوقي اقتراع فتحا امس في ارض مدينة المعارض القديمة في دمشق أمام الناخبين الذين اقترعوا في المركزين ل «إعادة الاقتراع مجدداً، بعد قرار اللجنة القضائية الفرعية للإشراف على الانتخاب إلغاء المركزين بسبب مخالفات ارتكبت فيهما». وقال رئيس اللجنة القضائية الفرعية لدائرة دمشق القاضي نذير خير الله، إن المركزين بقيا مفتوحين إلى حين إعادة اقتراع الناخبين الذين يحق لهم الانتخاب في هذين المركزين كافة، حسب ما نص عليه قانون الانتخابات العامة، أو بقاء المركزين مفتوحين حتى مساء امس، ذلك بعدما تم تشكيل لجنتين للمركزين المذكورين. ونقلت «سانا» عن رئيس اللجنة القضائية الفرعية في دمشق، ان قرار الإلغاء «جاء بسبب حدوث بعض المخالفات أثرت في نزاهة الانتخاب في المركزين وبناء على شكوى من قبل وكيل إحدى القوائم»، لافتاً إلى أن «اللجنة بعد التحقق من صحة ما ورد في الشكوى ألغت المركزين وقررت إعادة الاقتراع فيهما». وكان رئيس اللجنة العليا للانتخابات القاضي المستشار خلف العزاوي اعلن مساء اول امس «انتهاء عمليات الاقتراع لانتخابات مجلس الشعب في كل المراكز الانتخابية عند الساعة العاشرة ليل (اول امس) وبدء لجان الانتخاب في المراكز بفتح الصناديق علناً أمام المرشحين أو وكلائهم وأجهزة الإعلام وإحصاء مغلفات الاقتراع وفرز وجمع أصوات الناخبين»، مشيرا الى ان النتائج النهائية «ستعلنها اللجنة العليا للانتخابات عند ورود جميع نتائج الاقتراع من كل الدوائر الانتخابية في المحافظات». الى ذلك، أكدت نائب رئيس الجمهورية نجاح العطار خلال لقائها وفد التضامن الأردني امس، أن «ما تتعرض له سورية لا يستهدفها فقط وانما يهدف إلى تفتيت كيان الأمة العربية إلى أجزاء متناثرة واستتباعها لمصالح الدول الاستعمارية ما يسهل معه طمس قضية فلسطين قضية العرب المركزية». ونقلت «سانا» عن العطار قولها ان «استهداف سورية هو محاولة لضرب خط المقاومة وما تمثله سورية بالنسبة للمقاومين والمناضلين العرب في مواجهة مخططات الهيمنة الغربية على منطقتنا ومحاولة لإنهاء الفكر العروبي بأدوات إقليمية وعربية»، مؤكدة ان «سورية بوحدة شعبها وتمسكه بخياراته الوطنية والقومية وبدعم من المخلصين من أبناء الأمة العربية قادرة على تجاوز الأزمة والانتصار على اعداء الوطن في الخارج». واعتبرت العطار ان انتخابات مجلس الشعب «خطوة إضافية تضاف إلى الخطوات الاصلاحية التي اعتمدتها القيادة في سورية، لكن اعداء سورية والمعارضة التي ترتبط بهم، لا يريدون الإصلاح وإنما يريدون تفكيك بنية الدولة وتخريب النسيج المجتمعي لإنهاك سورية وإشغالها عن قضايا الأمة الرئيسية»، مشيرة إلى انه «ليس من ابنائنا من يستدعي الاستعمار الذي ناضلنا عبر التاريخ لدحره عن ارضنا واستعادة حريتنا وسيادتنا التي لن نتخلى عنها مهما كلفت من أثمان». وعبّرت عن «أسفها لأن تتحول الجامعة العربية وبعض الدول العربية الى مطية لاستهداف سورية وأداة بيد الغرب وأميركا لضرب الشعب السوري وسفك دمه ومنصة لاستدعاء الاستعمار تحت ذرائع وحجج واهية»، مع تنويهها ب»المواقف الشعبية المتضامنة مع سورية، سواء في الاردن او في الدول العربية الاخرى، والتي تدرك حقيقة المخطط الذي تتعرض له سورية والمنطقة، مشيرة الى ان هذه المواقف تزيد من قوة سورية وصمودها لتجاوز الازمة».