توالت ردود الأفعال المؤيدة لخطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي وجّهه أول من أمس، ووضع رؤية المملكة تجاه ما يجري في المنطقة، وخصوصاً الحرب على فلسطين، كما بيّن خلاله انتقاد الرياض للصمت العالمي تجاه الإبادة الإنسانية وسفك الدماء في غزة. ورحّب عدد من الدول العربية ومسؤولين سياسيين بما تضمّنته الكلمة التاريخية لخادم الحرمين، مؤكدين أن السعودية تحمّلت مسؤولياتها تجاه الأوضاع في المنطقة، وحذّرت من الإرهاب الذي تعرّضت له باكراً، ودعمت كل الجهود الدولية الصادقة في مواجهته، إلا أنها أصيبت بخيبة أمل كبيرة في عدم التفاعل مع فكرتها التي طرحتها قبل 10 أعوام لإنشاء مركز دولي لمكافحة «الإرهاب»، وهو ما عبّر عنه خادم الحرمين الشريفين في خطابه يوم (الجمعة) الماضي. وقد أبرزت وسائل الإعلام والوكالات العالمية اهتماماً بخطاب خادم الحرمين الشريفين، والذي عبّر فيه عن انتقاد المملكة للصمت الدولي تجاه المجازر في غزة، وقالت صحيفة «الصريح» التونسية في عددها أمس: «إن الملك عبدالله وجّه نداء، فهل من مجيب؟»، مضيفة: «كلمته صرخة صادقة من قائد عربي مسلم يدرك الجميع ثقل مكانته وسعة تجربته وصادق رغبته في إصلاح ذات البين، وجمع كلمة أمة يستجيب لها، ويتجاوب معها كل مخلص لأمته ودينه». وأضافت: «إن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، تضمنت نداء عاجلاً إلى قادة وعلماء الأمة الإسلامية دعاهم فيها إلى تحمل مسؤوليتهم التاريخية أمام الله وأمام الأمة للوقوف في وجه من يحاولون اختطاف الإسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف والكراهية والإرهاب». من جهته، قال رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور جمعان رشيد بن رقوش، إن الكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين، جاءت لتؤكد موقف المملكة الحازم في مكافحة الإرهاب الذي كانت من أوائل الدول التي استهدفتها جرائمه وأحقاده، كما تؤكد مناصرتها للمستضعفين في الأرض والوقوف بجانبهم في أوقات المحن. وأوضح ابن رقوش في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، أن كلمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، دعت إلى إرساء القيم النبيلة والمبادئ الأخلاقية التي تمثل جوهر الدين الإسلامي، مع نبذ الغلو والتعصب والتطرف الديني والمعرفي والثقافي، تحقيقاً للعدل والمساواة والأمن والسلام والاحترام وعدم التمييز، واحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية وتحقيق المصالحة والتعاون، ومكافحة التطرف والكراهية.