ليس برنامج «مدرسة التصوير» أول تجارب السينمائي السوري الشاب عبدالله الأصيل، فقبله أطلق برنامج «بلا منطق» للتعليق على الحوادث في سورية. وتبدو شبكة الانترنت الوسيلة الأمثل لعبدالله وغيره من الشباب الذين وجدوا في «يوتيوب» و»فايسبوك» مكاناً أفضل لنشر أعمالهم بعيداً من شروط وسائل الإعلام التقليدية ومحدوديتها. انطلق الأصيل في إعداد برنامج «مدرسة التصوير» بعد نيله البكالوريوس في فنون التواصل البصري، وبضع شهادات في مجال صناعة الأفلام والتصوير. يقول: «بدأت تنفيذ الموسم الأول الموجه إلى مبتدئين في عالم التصوير، فالكاميرات موجودة في أيدي الجميع، والتصوير لم يعد حكراً على المتخصصين. وأشعر بأن واجبي مدّ يد المساعدة ومشاركة الخبرات مع من يرغبون في تعلم التصوير، من دون أن يستطيعوا الوصول الى مدارس في المنطقة العربية، وذلك بسبب قلتها. كما أن «يوتيوب» يتيح لك الالتحاق بالمدرسة مجاناً في الوقت والمكان المناسبين، ويمكّنك من أن تعود إلى الدروس الأولى عندما تريد». يأتي برنامج مدرسة التصوير ضمن السياق العام لقناة «أصيل بيكتشرز» التي يسعى الأصيل الى تطويرها كي تعمل على تقديم برامج متعددة، منها التعليمي والنقد الفني والاجتماعي و»ستاند أب كوميدي»، وفواصل إعلانية توعوية على غرار تجارب موجودة في البلدان المجاورة لسورية. ويضيف: «تهدف مدرسة التصوير إلى أن تكون مرجعاً سلساً لكل من يتكلم العربيّة ويرغب في أن يتعلم كيف يتحكم في الكاميرا، هذا في الموسم الأول، وإن توافرت له حاضنة ورعاية سيستمر البرنامج في ورشات عمل متخصصة ذات مستوى أعلى». يبدو مشروع «أصيل بيكتشرز» وبرنامج «مدرسة التصوير» متعثراً على رغم أهميته، وذلك بسبب عدم استقرار عبدالله المنتقل حديثاً إلى تركيا، ووجود أفراد فريق العمل في أماكن مختلفة، إضافة إلى المشكلات المالية وعدم القدرة على التفرغ الكامل. «حتى الآن، أنا عاطل عن العمل، ما يصعب عليّ التفرغ للمشروع من جهة، وتطوير القناة التي تحتاج الى معدات أكثر وفريق متفرغ من جهة أخرى»، يقول عبدالله، مشيراً إلى أن «الشباب المتعاونين معي في مدرسة التصوير ليسوا متفرغين، بل متطوعون، ما يصعّب جداً عملية الإنتاج». ويضيف: «ليكمل المشروع طريقه وتبصر القناة النور، أحتاج إلى دعم مادي كي أؤمن كوادر متفرغة وأطوّر المعدات. فالمتابعة العالية والتفاعل من الجمهور يضعانك في موضع مسؤولية التطوير المستمر والتفاعل العالي، ما يتطلب تفرغاً كاملاً». ضمن الوضع العام الذي يعيشه السوريون، تقف ظروف فريق العمل عائقاً أمام الالتزام بتوقيت عرض الحلقات، أو حتى لإنجاز مشاريع أخرى. ويشرح الأصيل أن الهويّة البصريّة ل»أصيل بيكتشرز» صممت قبل أشهر من إطلاق القناة، بالتعاون مع صديقة مصممّة موهوبة. ثم تطوّع للتفرغ لها صديقه علاء تللو الموجود في سورية، متكفّلاً بتحريك الشارة. «وعلى رغم موافقته (تللو) على التفرغ للعمل، فإنني أضع في الاعتبار انشغاله بجامعته ومشروع تخرّجه، وسيحتاج إلى البحث عن عمل لاحقاً. أما التصميم الصوتي والتأليف الموسيقي، فتكفل بهما فارس دنّان الموجود في بريطانيا، لكنه أيضاً غير متفرغ بسبب ظروف عمله، فيما أتولى أنا الإعداد والتصوير والمونتاج، وكلّ ذلك في الاستوديو المركّب في غرفة نومي، ثم أرسل الحلقة إلى فارس عبر الانترنت للميكساج وإضافة التأثيرات الصوتيّة واللمسات الأخيرة ونشرها على الانترنت». يعتمد الأصيل في تقديم برنامجه على معلوماته الأكاديمية وخبرته الشخصية في مجال التصوير، محاولاً تقديمها في قالب كوميدي خفيف يتناسب مع ما يطلبه الشباب العرب من معلومات في هذا المجال. كما يحاول التعاون مع أسماء محترفة في العالم العربي، ليستشيرها ويستفيد من خبرتها، مثل عمر البحرة وشادي نصري. يحلم الاصيل بتطوير مشروع «مدرسة التصوير» ليقدم من خلاله ورشات عمل احترافية ومتخصصة في هذا المجال. كما يرغب في توسيع عمل «أصيل بيكتشرز»، إلا أن الظروف المادية حالياً لا تسمح بمواصلة العمل والتفرغ له، أو حتى تأمين مكان ومعدات أفضل للعمل له ولفريقه الذي يواصل عمله على رغم الظروف التي تمرّ بها سورية.