من فضائل الإنترنت أنه فتح الباب واسعا أمام المستخدمين للتحليق في فضاء التلفزة دون استخدام الأقمار الصناعية المكلفة والمحتكرة من الشركات الكبرى، فلم تعد البرامج المرئية والقنوات التليفزيونية حكرا على المؤسسات الإعلامية في وقتنا الراهن بل يمكن للأفراد العاديين تأسيس قناة خاصة تبث عبر الويب بإمكانيات محدودة. وهذا ما فعلته قناة «حركات» التي بدأت فكرتها في ذهن الشاب السعودي مازن الضراب بعد مشاركته مع صديقه فراس في قناة بث مباشر من مدينة بيرث الأسترالية، فتشجع الضراب على تأسيس حساب جديد في موقع Justin.tv الشهير، مستهلا البث من غرفته الجامعية متطرقا إلى مواضيع مختلفة قبل أن يقرر تطويرها والانتقال بها إلى مرحلة أكثر تنظيما وأعم فائدة، كما يشرح في هذا الحوار: بم تختلف قناة حركات عن غيرها من القنوات التي بدأت في الانتشار أخيرا؟ «حركات» تعتمد على الويب بوصفه منصة أساسية للبث، والأمر الأهم أنها قناة وليست برنامجا واحدا، والكثير من إنتاجها يبث مباشرة ثم تتم أرشفته لاحقا على اليوتيوب. وهذا الأمر أعطانا المجال لأن نتوسع في سلسلة جديدة من البرامج لا نزال نعمل عليها الآن، ونستهدف من خلالها جميع شرائح المجتمع بشكل مبتكر وبسيط، كما نستخدم لغة بيضاء سهلة وغير متكلفة، فطريقة الحوار والبرامج تختلف عن الموجودة في التليفزيون، إضافة إلى أننا نركز على تقديم برامج حوارية لا تستند فقط على الكوميديا بل على تقديم قيمة مضافة أيضا. كم شخصا يعمل في فريق القناة؟ وما الآلية المتبعة في إعداد برامجها؟ فريق العمل بدأ بشخص واحد والآن وصل إلى أربعة أشخاص، هم ثامر الفريجي في الإخراج، نواف الضراب في إدارة القناة، وصالح سعود في المونتاج، ومازن الضراب في التقديم. وطريقتنا في الإعداد بسيطة جدا ننجزها في أقل من ثلاثة أيام عمل، تبدا أولا بالتواصل مع الضيف وإرسال المحاور ثم الدخول في نقاش حول موضوع الحلقة. وبمجرد الموافقة نطرح إعلانا على الفيس بوك، وبعد بث الحلقة ب24 ساعة يتم توفير تسجيل للحلقة على قناتنا في اليوتيوب. المتابع للقناة يلمس العفوية والبساطة في التقديم والحوار مع الضيوف فهل تتعمدون ذلك؟ نعم، بالتأكيد، فنحن لا نهدف إلى إحراج الضيف أو وضعه في زاوية ضيقة بقصد الإثارة، وقوتنا تكمن في الاستماع للضيف وعدم مقاطعته أو محاورته بطريقة رسمية سئمها الناس. أعلنتم في إحدى الحلقات عن تغييرات جذرية للقناة.. ما طبيعة هذه التغييرات؟ نسعى حاليا إلى التوسع في الجمهور المستهدف، وإلى تطوير الناحية التقنية بالتحدث مع بعض المستثمرين والمهتمين لإيجاد مقر «استوديو» للبث من خلاله، إذ لا نزال نبث من منزلنا. كما نطمح إلى توفير عتاد للبث بشكل أفضل مثل المايكروفونات وكاميرات التصوير والإنترنت السريع، أما من ناحية التوجه فقناة حركات ستنقسم إلى قسمين: «حركات لايف»، وهي برامج يتم بثها بشكل مباشر، و «حركات ميديا» التي تبث برامج مسجلة. كما أن معجبي القناة الذين نعتبرهم بمثابة مركز التطوير والأبحاث الخاص بالقناة، شاركونا بأفكارهم لتطويرها واقتراح برامج جديدة ومنوعة سيرى كثير منها النور قريبا بحول الله. تقتصر المشاركات الحالية من الضيوف على الرجال، فهل نرى مستقبلا إحدى الفتيات ضيفة في البرنامج، خاصة مع توجهكم لتطوير القناة؟ أجرينا لقاء مع الأخت إيمان السلمي أثناء دراستي في أستراليا وحينما كنا نبث من هناك، وحاليا مقر القناة لا يسمح باستضافة أخوات.. ومن يدري، ربما نستطيع مستقبلا أن نؤسس برنامجا مخصصا للأخوات. في رأيك ما أفضل الطرق التي تنصح بها المستخدم العادي لمتابعة فقرات القناة؟ هناك أكثر من طريقة سهلة، أسهلها متابعة قناة حركات على اليوتيوب عبر الرابط المخصص لها أو متابعة حساب القناة على موقع جستن.تي في. وبإمكان المستخدمين متابعتنا عبر هواتفهم الذكية «آيفون وأندرويد» أو عن طريق أجهزتهم اللوحية «آيباد وجالكسي تاب»، بتحميل تطبيق الموقع أعلاه ومتابعة القناة. حدثنا عن البدايات وما أبرز المصاعب التي واجهتكم؟ القناة يتم تمويلها حاليا بشكل شخصي، ولا تعتمد على أي جهة خارجية في التمويل أو الدعم، ولعل أبرز مشكلة تواجهنا هي توفر إنترنت عالي السرعة وعتاد صوتي ممتاز، بالإضافة للمقر، وهذا يحول بيننا وبين التوسع المستقبلي. ما النصيحة التي تقدمها لكل من يرغب في اقتحام هذا المجال؟ أرى أن التركيز على الجمهور وإشراكهم سبب أساسي للنجاح والانتشار، وربما يكون تقديم مادة أصيلة غير تقليدية أيضا عنصرا في غاية الأهمية. ما أغرب وأطرف المواقف التي مرت بكم؟ أيام دراستي في أستراليا كنا نبث حلقات البرنامج ونضع اللاب توب على «قدر طبخ» وكنا نستعين بطاولة الكوي وسيلة نضع عليها الإضاءة! برنامجا «فسحة مازن» و «تقهووا معي».. حدثنا عما لمسته في التفاعل مع البرنامجين على الشبكات الاجتماعية؟ أحب أن أشارك أفكاري مع الآخرين وأستمع منهم، وفسحة مدرسة مازن تجربة قديمة كانت في وقت لم يكن البث عبر الفيديو متاحا، والهدف منها إخراج ما في ذهني ومشاركة الآخرين ما أفكر فيه. لكن الأمور تغيرت الآن، وأصبح في إمكاني التواصل مع الكثير في الوقت نفسه والحصول على الأثر بشكل آني عبر تويتر والفيس بوك أو عبر شات القناة، وهو ما يعطيني وصولا سريعا لفكر أعمق وأفضل. شخصيا، كنت أخشى مواجهة الجمهور وساعدتني القناة كثيرا في التغلب على هذه المشكلة وتطوير مهارات الاتصال لدي. كلمة أخيرة من قبلكم للقراء؟ إذا كانت لديك فكرة، لا يجب أن تنتظر حتى تكتمل وتصبح جاهزة 100 ٪ لتبدأ. ابدأ الآن واليوم، فالمشاريع الناجحة بدأت صغيرة ثم كبرت وكثير منها بدأ: صدفة! .