بعض الرياضيين والمتابعين لكرة القدم، لا يعلمون أن الهلال والأهلي سيلتقيان اليوم في مباراة هامة بالرياض لذهاب دور نصف النهائي في بطولة «الأبطال». ليس معنى ذلك، أن هذه المباراة لا تمثل أهمية، أو قيمة للفريقين وجماهيرهما العريضة، وإنما لأن الإدارتين في الناديين احترمتا بعضهما، وتركت الحديث للفريقين داخل الملعب، وما أجمله من حديث. لو طلب مني أن أتوقع من سيتأهل من الفريقين إلى المباراة النهائية ليلاقي المتأهل من مباراتي النصر والفتح، لأجبت على الفور: «الفريقان مرشحان وحظوظهما متساوية، وأي فريق منهما يصعد للمباراة النهائية، فهو يستحق شرف الوصول، وهو جدير بذلك»، لكن الحقيقة أن الأهلي والهلال عودانا على تقديم سهرة كروية ممتعة، ولا عجب في ذلك، فهما من أفضل الأندية المحلية، وللقاءاتهما نكهة لا تحضر في لقاءات فرق أخرى، بسبب ما يضمانه من أسماء جميلة، ونتيجة أدائهما القائم على تقديم المتعة، واللعب للهجوم. ومن الطبيعي جداً أن تشهد مباراة اليوم، ومباراة الإياب المقبلة منافسة قوية بين الفريقين، لرغبة كل منهما في تعويض بطولة الدوري التي لم يوفق الفريقان في الفوز بها، وذهبت لفريق استحقها، وهو الشباب، لكنني أرى أن فريق الأهلي قد يكون لديه حرص زائد على الفوز والتأهل للمباراة النهائية، وهذا ما سيضاعف المسؤولية على اللاعبين، وربما انعكس على أدائهم في لقاء اليوم، في الوقت الذي يرى خبراء كرة القدم أن الفريق الأهدأ دائماً ما يكون هو الأقرب للفوز، على عكس ذلك يكون فريق الهلال، الذي ارتفع مستواه في المباريات الأخيرة، وبات يقدم لنا بعضاً من هلال كوزمين وغيريتس، وهو يتطلع لبلوغ المباراة النهائية، بل والفوز بهذه الكأس الغالية ليخرج بكأسين بقيمة كأس الملك، وكأس ولي العهد في موسمه الحالي، فعادة ما تكون بطولات الكؤوس، خصوصاً تلك التي تكون فيها فرص التعويض قائمة لوجود مباراتين تقامان في ملعبي الفريقين بنظام الذهاب والإياب، ولا يعرف أسرارها إلاّ المدربين، وكل منهما «هاسيك وغاروليم» وضع في رأسه خطة لإسقاط منافسه. وما اعتقده شخصياً، أن الأهلي لن يلعب اليوم خارج أرضه، وكذلك الحال بالنسبة للهلال في مباراة العودة الجمعة المقبل، على اعتبار أن للفريقين قاعدة جماهيرية كبيرة للأهلي في الرياض، وللهلال في جدة، وإذا ما تحدث البعض عن الأهلي قد يلعب اليوم أمام الهلال بأسلوب دفاعي للخروج بنقطة من المباراة خارج الأرض بحسب نظام البطولة والأفضلية، إلا أنني لا أتوقع أن يقدم مدرب الأهلي على تنفيذ هذا الأسلوب، لسبب وحيد، وهو أن الأهلي لم يتعود على أن يكون مدافعاً حتى وهو في أسوأ حالاته في الموسم الماضي قبل أن ينهي موسمه بطلاً لكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال. إنها مباراة الهجوم والمتعة الكروية، وهذان الفريقان «الهلال والأهلي» هما الوحيدان اللذان ينسيان عندما يلتقيان، أنهما يلعبان في مباراة شعارها خروج المغلوب، فسيتبدلان ذلك بشعار آخر يقول: «مباراة خروج المتعة!». [email protected]