دمشق، بيروت، جنيف - «الحياة»، ا ب، اف ب- في جمعة «اخلاصنا خلاصنا» التي اعلنها اتحاد تنسيقيات الثورة السورية امس، خرجت اكبر التظاهرات في حلب للتعبير عن الاحتجاج الشعبي الواسع على اقتحام مساكن الطلاب في المدينة الجامعية فيها، والذي قامت به القوات الامنية ليل الاربعاء الخميس. كما سار آلاف المتظاهرين تأييداً لطلاب حلب واستنكاراً لاعمال القمع التي يقوم بها النظام في مختلف المناطق السورية. وشملت التظاهرات محافظات حمص وحماة وفي محافظة درعا في الجنوب، كما استمرت التظاهرات والمواجهات في مدن وبلدات ريف دمشق. ووصف ناشطون حجم التظاهرات في حلب بأنه الاكبر الذي تشهده هذه المدينة منذ بداية الانتفاضة في سورية في آذار (مارس) من العام الماضي. وقال احدهم ان الجميع غاضب مما حصل في الجامعة وكل شخص يريد ان يعبر عن تضامنه مع الطلاب. وقال عمر ادلبي من «المجلس الوطني الحر» ان «الهجوم البالغ العنف من قبل النظام يوحي انه بدأ يشعر بالخوف من ان تنتفض حلب كما حصل في باقي المدن». وتركزت معظم المواجهات امس بين الامن والمتظاهرين في حلب على حي صلاح الدين الذي اطلقت فيه قوات الامن النار على المتظاهرين. واظهرت مقاطع على الانترنت متظاهرين يسيرون بعد صلاة الجمعة مكبرين ومنادين بسقوط النظام، بينما ظهر شبان يتسلقون اعمدة كهربائية ويرفعون العلم الذي يعتبره المعارضون «علم الثورة». وسقط خمسة قتلى على الاقل بعد اطلاق النار عليهم من قوات الامن في حي كفرسوسة في دمشق والتضامن في ريفها. وفي الميدان في وسط دمشق حيث وقع تفجير نهار الجمعة الماضي اغلقت قوات الامن جميع المداخل وشوهدت حافلات ممتلئة بعناصر الامن بالقرب من الساحة. ومع استمرار الاحتجاجات والمواجهات صرح احمد فوزي الناطق باسم الموفد الدولي - العربي كوفي انان بان «هناك مؤشرات على الارض تفيد عن احراز تقدم، ولو انها بطيئة وطفيفة، وهناك ايضا مؤشرات ميدانية لا ترونها»، واشار الى ان «عملية الوساطة تجري بطبيعتها بعيدا عن الاضواء». واضاف ان خطة انان تسير على السكة، ولا يمكن حل ازمة بدأت قبل اكثر من عام في يوم او اسبوع. واضاف ان «الامر سيتطلب مزيدا من الوقت لجمع كل الخيوط، لكن تأكدوا من انه سيتم جمعها». وينتظر ان يبلغ انان مجلس الامن بتطورات تطبيق خطته الثلثاء المقبل بواسطة الدائرة المغلقة من جنيف. وكان رئيس بعثة المراقبين الجنرال النروجي روبرت مود الذي قام بجولة امس في اللاذقية، مع فريق من المراقبين، القى مسؤولية وقف اعمال العنف اولاً على الجيش السوري. وقال: «عندما يستخدم فردان كل ما لديهما من اسلحة ضد بعضهما، من هو الاول الذي ينبغي ان يرفع اصبعه عن الزناد؟ من ينبغي ان يقوم بالخطوة الاولى؟ برأيي، انه الاقوى». في حين اعلن هرفيه لادسوس المسؤول عن عمليات حفظ السلام ان عدد المراقبين في سورية سيصل الى 65 بحلول غد الاحد. وفي باريس اعلنت الخارجية الفرنسية ان الوزير الان جوبيه اتصل هاتفياً بانان لتأكيد «اهمية الانتشار الكامل للمراقبين على ان لا يعوق اي شيء حرية تحركهم». وقال الناطق باسم الوزارة فنسان فلورياني ان باريس تعتبر ان سورية مستمرة في عدم احترام تعهداتها وتواصل عمليات القمع في البلاد. واكد ان «فرنسا تدين بشدة قتل اربعة طلاب في حلب وكذلك جميع اعمال العنف التي قامت بها قوات الامن السورية ضد طلاب في هذه المدينة اضافة الى الاعتقالات الكثيرة التي رافقتها». وطالب من جديد بالتطبيق الفوري والكامل لبنود النقاط الست من خطة انان. وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، خلال زيارتها بكين، انه اذا لم تلتزم الحكومة السورية بوقف النار الذي ترعاه الاممالمتحدة فيجب على المنظمة الدولية التفكير في اصدار قرارات أخرى. وكان البيت الابيض اتهم الحكومة السورية بعدم احترام خطة انان ودان الهجوم على جامعة حلب.