أكد الأمين العام ل«منظمة الأقطار المصدّرة للنفط» (أوبك) عبدالله البدري، امس ان امدادات النفط ستكون أكثر من كافية لتلبية الطلب هذا العام وبعده، لافتاً الى ان المضاربة تقف وراء ارتفاع الأسعار. ونفت رئيسة «وكالة الطاقة الدولية» ماريا فان دير هوفن، وجود ما يستدعي السحب من مخزون النفط الاستراتيجي حالياً مشددة على أن السوق فيها امدادات جيدة. وقال البدري في «قمة النفط» في باريس «ليس هناك نقص في النفط في السوق، تمكن المنتجون من تلبية احتياجات المستهلكين، ونتوقع أن تكون هذه هي الحال أيضاً خلال باقي العام وفي المستقبل المنظور». وأضاف البدري أن أسعار النفط تحركها «المضاربة المفرطة، فالاسواق تعمل بمضاربة على اساس اربعة ملايين برميل من النفط في اليوم في حين ان اجمالي العرض هو 88 مليون برميل». ولفت البدري الى ان «أوبك» تحاول خفض سعر النفط، لكن المشكلة تكمن في الاوضاع السياسية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وقال ان «اوبك تنتج الآن نحو 32 مليون برميل في اليوم من النفط اي أكثر بنحو مليوني برميل مما توقعت في كانون الثاني (ديسمبر) عندما اعتبرت ان الطلب سيكون في حدود 30 مليون برميل يومياً». وأعلنت فان دير هوفن، ان صادرات النفط الإيرانية منخفضة حالياً ما بين 200 و300 ألف برميل يومياً عن مستواها العام الماضي. وشددت على ان «السوق تشهد امدادات جيدة، وما زالت هناك طاقة انتاج فائضة». وأوضحت أنه قد يكون هناك مبرر للسحب من المخزون الاستراتيجي لو وقع حادث طارئ كالأحداث التي اندلعت في ليبيا ودفعت الوكالة للسحب من المخزون العام الماضي. وقالت: «ليس الحال كذلك في هذه المرحلة على رغم الأسعار المرتفعة نسبياً، يمكن استخدام هذه الاداة مرة واحدة فقط، لذا فإن التوقيت والظروف مهمان للغاية». مواقف وأرجع وزير النفط الاماراتي محمد ظاعن الهاملي، في تصريح الى «الحياة»، ارتفاع سعر النفط الى ان معظم الدول التي لديها انتاج نفطي تشهد مشكلات من سورية الى اليمن والسودان. وقال: «هناك ايضاً انخفاض في القدرات الانتاجية». اما وزير الصناعة الفرنسي ايريك بسون فرأى ان الدول المستهلكة للنفط مستعدة لتهدئة الاسعار اذا كان ذلك ضرورياً عبر استخدام احتياطها الاستراتيجي. وحذر وزير النفط القطري محمد السادة من ان غياب الاستثمارات المطلوبة في الانتاج في الشرق الاوسط وشمال افريقيا والمقدرة عند نحو مئة بليون دولار سنوياً سيؤدي الى ارتفاع اسعار النفط الى اكثر من 150 دولاراً بحلول عام 2016 ما سيؤثر سلباً على الطلب. اما مستشار وزير النفط الجزائري، علي حاشد، فقدر حاجة «اوبك» الى استثمارات ب 10 تريليونات دولار في الغاز والنفط لأن الزيادة الانتاجية في عام 2035 ستكون بين 45 مليون برميل و55 مليوناً يومياً. وأكد رئيس قسم التكرير في شركة «شل»، مارك وليمز، ان الشركة خرجت من سورية وأوقفت كل عمليات الانتاج هناك تمشيّاً مع العقوبات. اما رئيس شركة «توتال» كريستوف دو مارجوري فرأى ان زيادة الانتاج وزيادة البحث في مصادر الطاقة الجديدة هما الطريقة الأفضل لخفض الاسعار في شكل دائم. وقال «المهم ان لا ترتفع الاسعار في شكل كبير». في لندن، أعلنت مجموعة انتاج النفط والغاز البريطانية «بي جي» نمو أرباحها الأساسية 55 في المئة إلى 1.27 بليون دولار في الربع الأول من العام وهو ما يتماشى مع توقعات المحللين ويعود إلى ارتفاع أسعار النفط ونمو الانتاج. وأوضحت ان الانتاج ارتفع خمسة في المئة في الربع الاول مقارنة مع الفترة ذاتها من 2011 ليصل إلى 670 ألف برميل من المكافئ النفطي يومياً. الأسعار وأشارت وكالة «رويترز» الى ان العقود الآجلة لمزيج برنت والخام الأميركي قلصت خسائرها بعد صدور تقرير حكومي أميركي أظهر انخفاضاً أكبر من المتوقع للطلبات الجديدة للحصول على إعانة البطالة في الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي. وبلغ سعر خام برنت تسليم حزيران (يونيو) 117.75 دولار للبرميل منخفضاً 45 سنتاً. وتراوح في نطاق بين 117.55 و118.45 دولار. وبلغ سعر الخام الأميركي الخفيف تسليم حزيران 105.05 دولار للبرميل منخفضاً 17 سنتاً. وكان قبل صدور التقرير منخفضاً 20 سنتاً وتحرك في نطاق بين 104.66 و105.42 دولار.