أحيا لبنان أمس الذكرى ال69 لعيد جيشه من دون احتفال رسمي بسبب الشغور في رئاسة الجمهورية. وكان الاحتفال بهذا العيد من المناسبات القليلة التي تجتمع فيها كل مكوّنات الدولة. واستعيض عن الاحتفال المركزي وتقليد السيوف ل275 ضابطاً من خريجي الكلية الحربية رقوا الى رتبة ملازم باحتفال رمزي مقتضب في الكلية (الفياضية) ترأسه العميد الركن بطرس جبرايل ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، وتحمل الدورة اسم «الرائد الشهيد روجيه حرفوش» في حضور قادة الأجهزة الأمنية. وكان يفترض أن يقلّد رئيس الجمهورية الذي يرعى الاحتفال عادة، السيوف إلى الضباط بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة وفق ما ينص عليه الدستور، وتأجّل الموعد إلى حين انتخاب رئيس. واكتفي بتسليم البيرق وأداء قسم اليمين. وزار قهوجي على رأس وفد من كبار الضباط قيادة الكلية الحربية والتقى ضباطها والملازمين المتخرجين. وأقيم احتفال عسكري رمزي في باحة وزارة الدفاع في حضور رئيس الأركان اللواء الركن وليد سلمان ممثلاً العماد قهوجي، وقادة الأجهزة التابعة للقيادة، وجرت خلاله تلاوة «أمر اليوم» الذي وجهه قهوجي إلى العسكريين، وجرى وضع إكليل من الزهر باسمه على النصب التذكاري لشهداء الجيش. «أمر اليوم» وجاء في «أمر اليوم» : «الظروف الصعبة التي نمر بها، وشغور موقع رئاسة الجمهورية، فرضت علينا أن نتخذ قراراً بإلغاء الاحتفال المركزي وتقليد السيوف للضباط الخريجين، فرئيس الجمهورية وحده يرعى هذا الاحتفال». وأكد أن «الأول من آب (أغسطس)، تاريخ لن يمحى من ذاكرتنا، ونحن الذين مررنا بالتجربة نفسها، حين عصفت الحرب بنا ومنعتنا أيضاً من التخرج لكننا اليوم نريد لهذا الموعد أن يبقى في ذاكرة كل جندي ومواطن لبناني. فعيد الجيش باق ونحن مصرون على أن نحتفل به، لأن الجيش هو الحق وأمل الناس». وأكد للبنانيين «أننا باقون على عهدنا الحفاظ على لبنان في وجه الأخطار الداخلية والخارجية التي تهدده». وقال: «إلا أن قسمنا اليوم، أن يكون جيشنا عنواناً للوحدة الوطنية وللتنوع والعيش المشترك الذي يمثل أبرز القيم اللبنانية الحضارية». ولفت إلى أن «المؤسسة العسكرية أثبتت على رغم المحن التي عانتها والمحاولات المتكررة للمس بها، أن العيش المشترك هو حقيقة وقناعة راسخ فيها»، مؤكداً أن «الجيش بتركيبته يترجم هذه الحقيقة كلَّ يوم على أرض الوطن، ويسعى إلى أن يكون قدوة للبنانيين في الحفاظ على هذه التجربة الفريدة التي تبحث دول العالم اليوم عن صيغ مماثلة لها». وقال: «في بلد يواجه الإرهاب والتهديدات الإسرائيلية وحروباً متنوعة خارجية وداخلية، عصت المؤسسة العسكرية على جميع محاولات العبث بعيشها المشترك. ونفخر بأن يكون الجيش رمزاً لهذه التجربة، لأن بها وحدها خلاص لبنان». ونوّه رئيس المجلس النيابي نبيه بري «بتحمل المؤسسة العسكرية مسؤوليات الأمن إلى جانب الدفاع في هذه اللحظة السياسية التي يتأكد فيها في ظل التطورات في المنطقة أن حفظ الاستقرار الأمني لبلدنا ولجوارنا العربي أساس لمواجهة الهجمة العدوانية الإسرائيلية والهجمة التكفيرية التي تهدد بتقسيم المقسم». وجدد التأكيد أن «الوحدة الوطنية أساس حفظ الوطن»، مشدداً على «ضرورة توفير الدعم للجيش ومهماته بزيادة عديده وتحديث سلاحه لنكون مؤهلين في كل لحظة لعبور الاستحقاقات وخصوصاً الاستحقاق الرئاسي». واتّصل رئيس الحكومة تمام سلام بنائب رئيس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل وبقهوجي للتهنئة. وجدد دعوة «جميع القوى السياسية إلى وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، والإقبال على انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن»، فيما أبدى الرئيس السابق ميشال سليمان اطمئنانه إلى «وحدة لبنان ومناعته ضد أي مظهر من مظاهر التطرف والتعصب، لأن الجيش يحظى بثقة اللبنانيين». وجدد دعوته إلى «انتخاب الرئيس في أسرع وقت ممكن». واتّصل زعيم تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري بقهوجي مؤكداً وجوب «أن تبقى هذه المؤسسة الوطنية ملاذاً لكل اللبنانيين في مواجهة التحديات الماثلة، وعنواناً من عناوين حصرية السلطة بيد الدولة ومؤسساتها الشرعية». وقال إن «عيد الجيش يحل في ظل أوضاع إقليمية شديدة الاضطراب، ما يوجب الالتفاف حول الجيش باعتباره المؤسسة الضامنة للاستقرار الوطني، وتجنب كل ما تحمله أخطاء المشاركة في حروب الآخرين خارج الحدود، وتبعاتها استدعاء شرارات تلك الحروب إلى الأراضي اللبنانية». وجدد الدعوة إلى «وجوب الإسراع في وضع حد للشغور في موقع الرئاسة الأولى». ودعا الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي إلى «التصارح ولو لمرة علانية وبمبادرة ذاتية، لأن أحداً غير مهتم بمشاكلنا، والكف عن المكابرة والعناد وافتعال بطولات»، وتمنى مقبل على «كل الفرقاء، على رغم التباين في مواقفهم السياسية، دعم الجيش ومساندته في مهمامه.لإنقاذ لبنان». وأكد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أنه «غير خائف على الجيش».