جددت إيران أمس، انتقادها نشر الولاياتالمتحدة مقاتلات من طراز «أف-22» (ستيلث) في دولة الإمارات العربية المتحدة، ورفضت «تصريحات وقحة» في شأن زيارة الرئيس محمود أحمدي نجاد جزيرة أبو موسى التي تحتلها طهران، كما حذرت أبو ظبي من إمكان اتخاذ مجلس الشورى (البرلمان) «قراراً بإعادة النظر في العلاقات» معها. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن الناطقة باسم سلاح الجو الأميركي ماري دونر جونز إن «سلاح الجوّ نشر مقاتلات أف-22 (في المنطقة). ومثل عمليات الانتشار هذه، يعزّز العلاقات بين الجيشين (الأميركي والإماراتي) ويساهم في تعزيز الأمن الإقليمي وتحسّن العمليات الجوية المشتركة». أما الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون جون كيربي فاعتبر أن نشر المقاتلات «طبيعي تماماً»، إذ يندرج في إطار إعادة تموضع القوات الأميركية في المنطقة، بعد انسحابها من العراق. وعلّق الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست، قائلاً: «على دول المنطقة السعي إلى التعاون الجماعي والمحلي، لضمان أمنها، والاستعانة بدول أجنبية وتجهيزاتها، من شأنها ليس فقط عدم توفير أمنها، بل تهديد أمن المنطقة». واعتبر أن زيارة نجاد جزيرة أبو موسى «جاءت في إطار العمل في إطار السيادة الوطنية، والزيارات التفقدية للمحافظات، ولن نقبل بتصريحات غير مدروسة هنا وهناك، حول الجزر التي كانت على مرّ التاريخ، جزءاً لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية، وستبقى كذلك». وأكد أن «المسؤولين الإيرانيين سيواصلون زياراتهم الجزر الثلاث، ونرفض أي تصريح وقح في هذا الشأن». وشدد على أن إيران تسعى إلى «علاقات طيبة مع كل بلدان المنطقة، وبينها الإمارات»، لكنه حذر مسؤوليها من «إطلاق مواقف صلفة وغير مدروسة، إذ قد تؤدي إلى اتخاذ مجلس الشورى قراراً بإعادة النظر في العلاقات مع الإمارات». ونبّه إلى أن نواباً إيرانيين طرحوا مشروع قرار في هذا الشأن، «لخفض العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية». واستدرك: «يجب الامتناع عن دفع شعبنا إلى حرمان دول من المصالح التي قد تحصل عليها، من علاقاتها مع إيران... بعض أصدقائنا في الدول العربية، وبتحريض من دول أجنبية، يسعى إلى تغيير اسم الخليج الفارسي واستخدام اسم مزور بدلاً منه، ونذكّرهم بألا يزجّوا أنفسهم في مؤامرة القوى الكبرى، بسبب ضياع مصالحهم في المنطقة، وأن يذعنوا للحقائق التاريخية». على صعيد آخر، أعلن المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية أن الجولة المقبلة من المحادثات بين بلاده والوكالة، المقررة في فيينا منتصف الشهر الجاري، «ستركز على ثلاثة محاور، سياسية وقانونية وفنية، وستشكّل رصاصة الرحمة على الادعاءات المملة» في شأن البرنامج النووي لطهران. وشدد على أن بلاده «لن تتنازل مطلقاً عن حقوقها المشروعة، وتخصيب اليورانيوم حقّ لها، ويجب أن يتواصل تحت إشراف الوكالة الذرية». في السياق ذاته، جدد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك تشكيكه في إمكان نجاح المحادثات بين إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، مؤكداً أن الدولة العبرية ترفض «السماح بخداعها». كما اتهم شخصيات إسرائيلية ترفض نهج حكومة بنيامين نتانياهو إزاء طهران، بأنها «تدفن رؤوسها في الرمال».