تشهد بيروت هذا الأسبوع حضوراً أميركياً وإيرانياً متزامناً، إذ يجري مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان محادثات مع كبار المسؤولين اللبنانيين بدءاً من بعد غد الأربعاء، فيما يصل الى العاصمة اللبنانية نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي في اليوم نفسه ليترأس الجانب الإيراني في محادثات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين التي يرأسها عن الجانب اللبناني رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وفي حين يبدأ الوزراء الذين يرافقون رحيمي بالتوافد الى بيروت بدءاً من اليوم لإجراء محادثات مع نظرائهم اللبنانيين في مجالات عدة أبرزها الطاقة والاتصالات والتربية والنقل والاقتصاد والتجارة، وسبقهم أمس وفد من كبار الموظفين ضم 34 شخصاً. وفيما كانت اللجنة العليا تشكلت إبان رئاسة الرئيس سعد الحريري للحكومة عام 2010، فضلاً عن اتفاقات وبروتوكولات تعاون وقّعت أثناء زيارته طهران نهاية العام نفسه، فإن الوفد الإيراني سيمكث في بيروت حتى الخميس المقبل، فيما سيبقى فيلتمان حتى الجمعة على الأرجح. وإذ توقفت مصادر سياسية أمام دلائل تزامن الزيارتين، خصوصاً أن مشاريع بروتوكولات تعاون واتفاقات جديدة مطروحة على جدول أعمال المحادثات الإيرانية – اللبنانية، وأن لدى الجانب الإيراني عروضاً لتنفيذ مشاريع في لبنان في مجالات عدة تنفيذاً لاتفاقات تعاون موقعة سابقاً، فإن الجانب الأميركي سيرصد أثناء وجود فيلتمان نوع هذه الاتفاقات بالقياس الى العقوبات المفروضة على طهران من قبل واشنطن والدول الغربية عموماً. هذا فضلاً عن أن المحادثات السياسية بين كل من بيروتوواشنطنوبيروتوطهران ستكتسب أهمية خاصة في ظل التطورات العربية المتعلقة بالأزمة السورية والمواقف العربية والدولية منها. وكان الرئيس ميقاتي أبلغ السفير الإيراني في بيروت غضنفر ركن أبادي قبل أسبوعين أن زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد جزيرة أبو موسى التي احتلتها إيران عام 1973، وتعود مع جزيرتين أخريين الى دولة الإمارات العربية المتحدة، بأنها «تؤجج الصراع في المنطقة». وكان مجلس التعاون الخليجي الذي يحرص ميقاتي على حسن العلاقة معه، تقدم بشكوى على إيران الى الأممالمتحدة احتجاجاً على زيارة نجاد. وأمس أعلن ميقاتي بعد عودته من زيارة رسمية لبروكسيل حيث أجرى محادثات مع المسؤولين في الاتحاد الأوروبي وبلجيكا، أن المسؤولين الذين التقاهم يتفهمون موقف لبنان من الأحداث في سورية (النأي بالنفس عنها) وقال إنه قدم للمفوضية الأوروبية خطة اقتصادية من 76 نقطة وأن المسؤولين «نوهوا بها ووضعنا لائحة ب 15 أولوية يحتاجها لبنان بدأنا دراستها». وعلى الصعيد الداخلي، تفاعل تصاعد السجال بين رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي العماد ميشال عون وبين رئيس الجمهورية ميشال سليمان بعد قول الأول إن الرئيس التوافقي يتوسل وزراء الى جانبه ورد الثاني بأن الرئيس التوافقي لا يتوسل الرئاسة وجدد نواب تكتل عون انتقادهم تجربة الرئيس التوافقي. ورأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن الفريق الآخر يحاول خطف الانتخابات النيابية والسيطرة على السلطة في لبنان تعويضاً عما يجري في سورية. وكان عقد اجتماع بين جعجع ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الذي زار الأول في مقره لتهنئته بالسلامة من محاولة الاغتيال التي تعرض لها. وعرض الجانبان بحضور الوزير السابق محمد شطح، مدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والنائبين ستريدا جعجع وجورج عدوان، الوضع السياسي فاتفقا على النقاط الآتية: - دعم قيام لجنة تحقيق برلمانية بالإنفاق منذ عام 1989. واعتبر الجانبان ان الاتهامات الموجهة الى السنيورة ومرحلة الرئيس رفيق الحريري بإساءة الإنفاق، سياسية وأن التحقيق سيثبت سلامة هذا الإنفاق. - تنسيق الموقف بالنسبة الى قانون الانتخاب. وقالت مصادر المجتمعين إن السنيورة أكد انفتاح «المستقبل» على كل هواجس ومخاوف حلفائه المسيحيين وإبقاء البحث مفتوحاً في هذا الصدد، مع تأكيد خوض الانتخابات المقبلة بتحالف واحد واعتبارها مصيرية وبالتالي الإصرار على التفاهم مهما كلف الأمر. كما اتفق على دعم الإصلاحات المتعلقة بإنشاء هيئة الإشراف على الانتخابات وخفض سن الاقتراع الى 18 سنة وتمكين المغتربين من ذلك. - المضي في مشاورات تفعيل هيكلية تحالف «قوى 14 آذار» بإنشاء مجلس وطني أو هيئة قيادية يعطى فيها دور أساسي للمستقلين وهيئات المجتمع المدني والمهن الحرة.