تسببت المواجهات التي وقعت ليل أول من أمس بين معتصمين في محيط وزارة الدفاع المصرية غالبيتهم من أنصار المحامي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل و «بلطجية» يحمل بعضهم أسلحة في سقوط قتيل وعشرات الجرحى. وكان عشرات من أنصار أبو إسماعيل أعلنوا مساء الجمعة اعتصاماً مفتوحاً قرب مقر وزارة الدفاع، احتجاجاً على إبعاد مرشحهم من السباق الرئاسي وانضم إليهم آخرون للمطالبة بتغيير نص قانوني يحصن قرارات اللجنة المشرفة على انتخابات الرئاسة ضد إجراءات التقاضي. وفوجئ المعتصمون مساء أول من أمس بعشرات يهاجمونهم. وتبادل الجانبان رشق الحجارة، فيما أظهرت لقطات مصورة انتشرت أمس على مواقع التواصل الاجتماعي استخدام مهاجمين أسلحة نارية خلال الاشتباكات التي أعلن أنها أسفرت عن سقوط قتيل وأكثر من 90 جريحاً. وقال مساعد وزير الصحة هشام شيحة في بيان أمس إن «الإصابات بلغت 14 حالة تم نقلها بواسطة سيارات الإسعاف إلى 4 مستشفيات، إضافة إلى 77 مصاباً آخرين توجهوا بأنفسهم إلى المستشفى لتلقي العلاج حيث تم إسعافهم من جروح بسبب التراشق وغادروا المستشفى». وقال جمال صابر مدير حملة أبو إسماعيل ل «الحياة» إن «المعتصمين فوجئوا بعشرات البلطجية يهاجمونهم»، مشيراً إلى انه «تم إلقاء الطوب والزجاجات الحارقة على المعتصمين ما دعاهم إلى الدفاع عن انفسهم». وعاد الهدوء أمس إلى محيط الوزارة فيما استمر أنصار أبو إسماعيل وعدد من الحركات الثورية في الاعتصام. ونفى مسؤول عسكري تحريك القوات المسلحة المهاجمين. وقال ل «الحياة»: «القوات المسلحة ليست طرفاً في الاشتباكات... لم نفرض حظر التجوال ولا توجد نية لاتخاذ مثل هذا الإجراء». وحذر «الجميع من محاولات جر البلاد إلى الفوضى». انتخابياً، قللت جماعة «الإخوان المسلمين» من تأثير إعلان حزب «النور» السلفي دعمه ترشح القيادي السابق في الجماعة عبدالمنعم أبو الفتوح للرئاسة، واستبعدت حصول صدام إخواني - سلفي في الانتخابات المقررة الشهر المقبل، رغم أن هذه الخطوة تقلل حظوظ مرشح «الإخوان» محمد مرسي في مواجهة أبو الفتوح الذي يحظى بدعم ليبراليين ويساريين أيضاً. وقال الناطق باسم «الإخوان» محمود غزلان إن «الدعوة السلفية وحزب النور يقتصر انصارهما على مدينة الاسكندرية، وهناك العديد من التيارات السلفية الاخرى تدعم مرشحنا». واستغرب القرار لافتاً إلى أن «أقطاب السلفيين التقوا اكثر من مرة مرشد الإخوان وطالبوه بالدفع بنائبه خيرت الشاطر في الانتخابات الرئاسية قبل قرار الجماعة... سنبذل قصارى جهدنا لدعم مرسي، وكل فصيل من حقه ان يختار المرشح الذي يفضله». وعزا القيادي السلفي ياسر برهامي قرار تأييد أبو الفتوح إلى مخاوف من «مخاطر من ان سيطرة جماعة واحدة على مقاليد الحكم». لكنه سعى إلى التقليل من تأثير القرار على العلاقة بين «الإخوان» والسلفيين، مشيراً إلى أن «اتفاقاً حصل بين الطرفين على العمل معاً بصرف النظر عن الانتخابات الرئاسية». وقال إن ابو الفتوح تعهد تكليف الأكثرية النيابية التي يقودها «الإخوان» بتشكيل الحكومة. ووعد المرشح للرئاسة عمرو موسى بإصدار «قانون تكافؤ الفرص ومنع التمييز، والقضاء على كل أشكال التمييز ضد الاقباط في تولي الوظيفة العامة»، مؤكداً «أهمية استصدار قانون لمكافحة التحريض أو الكراهية بما يحقق تغليظ العقوبات على أي مساس فعلاً أو قولاً بحرية العبادة ودورها ومقدسات الاديان السماوية ورموزها». وشدد على «ضرورة تقنين أوضاع الكنائس غير المرخصة وإعادة افتتاح المغلق منها وإيجاد حل نهائي لمشاكل بنائها وترميمها، سواء في قانون منفصل أو في إطار القوانين المنظمة للبناء بصفة عامة وترسيخ ثقافة المواطنة في شكل مخطط بعناية من خلال منظومات التعليم والاعلام والثقافة، والعمل الجاد والفعال والسريع لاقتلاع الفتنة من جذورها والتخلي عن منهج المسكنات والمهدئات والحلول الوقتية والجزئية والسطحية من خلال تحصين المواطنة وحقوقها دستورياً وقانونياً في شكل غير قابل للبس أو التأويل». وجدد موسى التزامه بالترشح فترة رئاسية واحدة فقط «أعمل خلالها على وضع مصر على الطريق الصحيح، وبعدها أسلم أمانة الوطن وقد قطع صلته بكل سلبيات الماضي». وأكد أن «الأيام المئة الأولى في حال انتخابي ستشهد مجموعة من الإجراءات الفورية والتدابير العاجلة، على رأسها تحقيق استقرار الوضع الأمني وإلغاء حال الطوارئ وتوظيف اتصالاتي وعلاقاتي الدولية لتوفير حزم التمويل والاستثمارات اللازمة لتجاوز الأزمة الاقتصادية الراهنة».