نيويورك، واشنطن - رويترز، ا ف ب - وجه الرئيس الاميركي باراك أوباما الى الاميركيين السود رسالة حب لكنها شديدة اللهجة. وحضَّ الآباء الاميركيين من أصل أفريقي على دفع أولادهم الى التفكير أبعد من حلم تحقيق النجومية في الرياضة او موسيقى الراب. ودعم انتخاب أوباما كأول رئيس أميركي أسود مجتمعات الاميركيين السود. وفي الاحتفال بالذكرى المئوية لأقدم جماعة مدافعة عن الحقوق المدنية، حضّ أوباما الاميركيين السود على تحمل المسؤولية بشكل متزايد والابتعاد عن الاعتماد على البرامج الحكومية. وقال أوباما: «نحن بحاجة الى تركيبة دماغية جديدة ومجموعة جديدة من السلوكيات لأن من الموروثات المستمرة والمدمرة للتمييز العنصري هي الطريقة التي فرضنا بها على انفسنا من الداخل شعوراً بمحدودية القدرات. وعدد كبير من أفراد مجتمعاتنا اعتاد الا يتوقع الكثير من نفسه». وقال أوباما في خطابه في قاعة ندق منهاتن في نيويورك ان السود بحاجة الى استعادة روح حركة الحقوق المدنية قبل نصف قرن، للتعامل مع المشاكل التي أصابت الاميركيين السود بنسب كبيرة وهي البطالة وتكاليف الرعاية الصحية الآخذة في الارتفاع وفيروس الايدز. وأضاف: «ما نحتاجه لتخطي عوائق يومنا هذا، هو نفس ما احتجناه حينها. نفس الالتزام. ونفس الشعور بالحاجة الملحة. نفس الشعور بالتضحية». وقال أوباما ان الآباء عليهم ان يجبروا أطفالهم على ترك ألعاب الفيديو والنوم مبكراً بدرجة معقولة وان يحضوهم على ان يضعوا نصب أعينهم نماذج يحتذون بها لا تقف عند نجم كرة السلة ليبرون جيمز ومغني الراب ليل وين. وأكد أوباما على ان التعليم هو الطريق الذي يؤدي الى مستقبل أفضل. وأضاف: «يجب الا يتطلع كل أطفالنا لأن يصبحوا ليبرون او ليل وين. أريدهم ان يتطلعوا لأن يصبحوا علماء ومهندسين وأطباء ومدرسين لا مجرد لاعبي كرة ومغنين للراب. أريدهم ان يتطلعوا الى الوصول الى عضوية المحكمة العليا. أريدهم ان يتطلعوا لأن يصبحوا رئيساً للولايات المتحدة». وأشار أوباما الى ان حياته كان يمكن ان تدخل مسارا آخر لولا الحاح أمه عليه. وقال «أمي هي التي منحتني الحب ودفعتني واهتمت بدراستي. علمتني الصح والخطأ. بسببها سنحت لي الفرصة لأن استغل كل طاقاتي وكل فرصي وان أجعل حياتي أفضل». ويتمتع أوباما بنسبة تأييد تزيد عن 50 في المئة لكن هذه النسبة تراجعت في الاسابيع القليلة الماضية عن معدلاتها المرتفعة جداً خلال الاشهر الاولى لرئاسته وهو ما يوحي بأن شهر العسل قرب من الانتهاء وان الاميركيين بدأوا يدققون في سياساته. على صعيد آخر، اثار مشروع قانون في ولاية اوريغون (شمال غربي) يهدف الى منع المدرسات من ارتداء رمز ديني مثل الحجاب، معارضة منظمة مهمة للدفاع عن المسلمين. وقال ابراهيم هوبر الناطق باسم مجلس العلاقات الاميركية - الاسلامية في اشارة الى مشروع القانون، ان «هذا التشريع يجبر المسلمين واليهود والسيخ وآخرين على الاختيار بين ايمانهم ومهنتهم». واضاف ان «ارتداء الحجاب لا يعني القيام بالتبشير وممارسة (الفرد) لدينه حق يضمنه الدستور». وتابع ان مشروع القانون يؤكد ان «على كل مدرس في مدرسة عمومية ان يمتنع عن ارتداء رمز ديني اثناء اداء مهامه». وتساءلت المنظمة ما اذا كان هذا القانون سيطبق على الصلبان المسيحية ونجمة داود اليهودية وما اذا كان سيطاول «امراة مسلمة لا ترتدي الحجاب عادة غير انها اضطرت لذلك إثر خضوعها لعلاج كيميائي افقدها شعرها». وتساءل هوبر: «هل ينبغي (على هذه المراة) الخضوع لعملية تفتيش لمعرفة ما اذا كانت تحمل رسالة دينية ام لا؟». كما اشار الى ان مشروع القانون في ولاية اوريغون يتناقض مع رأي الرئيس الاميركي الذي كان صرح في خطابه الشهر الماضي في مصر بأن «الحرية في اميركا لا يمكن فصلها عن ممارسة الحرية الدينية».