خرج الرئيس لجهاز الامن العام الاسرائيلي"الشاباك"، يوفال ديسكن بحملة انتقادات غير مسبوقة لسياسة رئيس الحكومة، بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه ايهود باراك معبرا عن عدم ثقته بهما ووصف ما يقدمه الاثنان للجمهور الاسرائيلي ب"السراب" وبان سياستهما التهديدية تجاه ايران ستشجع على صناعة قنبلة نووية قائلاً: "اذا كانت اسرائيل تعمل ضد القنبلة النووية الايرانية، فان الهجوم سوف يشجع الايرانيين على انتاج قنبلة نووية بوتيرة اسرع". وفي مؤتمر ناقش القضايا السياسية اعتبر نتانياهو عاجزا عن تحقيق السلام مشيرا الى ان صانعي السلام مع مصر والأردن قادة كانوا يصبون الى السلام ومقتنعون بخطواتهم اما نتانياهو، فبحسب ديسكن، يدرك تماما ان اية خطوة ايجابية نحو السلام او مجرد ما يسميها الاسرائيليون، بادرة حسن نية صغيرة للفلسطينيين فان ائتلاف حكومته سيكون مهددا بالانهيار". واضاف ديسكن ""إذا كنا لا ندرك بما حولنا في وقت قريب فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيتنحى عن منصبه خلال عام أو عامين وحينها سنكون في وضع أكثر سوءا". وانتقل ديسكن في انتقاداته الى سياسة حكومة نتانياهو الداخلية محذرا من ان "ظاهرة "اغتيال رابين" قد تعيد انتاج نفسها لان "ثمة العشرات من اليهود في الأراضي الفلسطينية وداخل إسرائيل، مستعدون لاستخدام أسلحة نارية ضد يهود آخرين، لانهم لا يؤمنون بالتغيير"، على حد راي ديسكن. وجاءت انتقادات ديسكن في وقت رد باراك على تصريحات رئيس اركان الجيش، بيني غانتس، المعروف بمواقفه المعتدلة تجاه ايران، والتي قال فيها ان في القيادة الايرانية اشخاص عقلانيين". وبحسب باراك فان القيادة الايرانية غير عقلانية وحيازة ايران على سلاح نووي سيدفع السعودية وتركيا ومصر الى انضمام إلى سباق تسلح نووي وعندها سيبدأ العد التراجعي لتسرب خبرات وتكنولوجيا إلى المنظمات الإرهابية". وبحسب باراك "فان الحديث يدور عن أشخاص أذكياء ويفكرون ويتطلعون إلى البقاء في الحكم، ويسعون نحو أهدافهم بمكر غير محدود، ومن خلال تقدير متواصل لخطوات ونوايا الخصم، لا تجعلهم عقلانيين بالمعنى الغربي للكلمة، أي أنهم يبحثون عن إبقاء الوضع القائم وحل بطرق سلمية للمشاكل المطروحة، فالقيادة الإيرانية ليست على هذا النحو". وبرأي باراك فان "المواجهة مع إيران لا تخلو من التعقيدات والمخاطر ونتائج لا يمكن توقعها، لكن المواجهة مع التحدي نفسه، إذا تمكن النظام الايراني من الحصول على قدرة نووية عسكرية، سيكون تحديا أكثر تعقيدا وخطورة، وسيكلف ثمنا باهظا أكثر من حيث حياة البشر والموارد المالية".