لم تمنع حال الغزل المتبادلة بين رئيس الحكومة المكلف عون الخصاونة والحركة الاسلامية التي التقى قادتها مساء أول من أمس وسط اجواء تفاؤلية، انصار الحركة الاسلامية من تسيير تظاهرة ضخمة في وسط عمان أمس شارك فيها اكثر من خمسة آلاف شخص وسط مشاركة لافتة للعشائر، فضلاً عن تظاهرات في مناطق مختلفة في الأردن للمطالبة بالاصلاح وتضامناً مع نشطاء الطفيلة الذين يحاكمون بتهمة الاساءة الى العاهل الأردني. وانقسمت المسيرات الاسبوعية امس بين شعارين: الاول طرح مبكراً وهو «الموت ولا المذلة» الذي اطلقته «لجنة احرار الطفيلة» رداً على الدعوى القضائية التي رفعت على نشطاء من مدينة الطفيلة الجنوبية بتهمة اطالة اللسان على مقام الملك، والثانية تحت مسمى «جمعة العشائر» رداً على الاعتداء الذي تعرض له المشاركون في مهرجان سلحوب الذي اقامه ابناء عشيرة بني حسن السبت الماضي. وانطلقت المسيرة الاكبر من امام الجامع الحسيني، المسجد الاقدم في وسط العاصمة عمان تحت شعار «جمعة العشائر»، غلب عليها شعارات واعلام الحركة الإسلامية فيما كان حضور عشائر المحافظات لافتاً، وسار الجميع تحت علم اردني ضخم. وضمت المسيرة عدداً من احزاب المعارضة ممثلين عن أبناء قبائل وتجمعات كبيرة أبرزها عشائر بني حسن الذين وقع في مناطقهم الإعتداء على مهرجان الجبهة الوطنية للإصلاح، وبني حميدة وبني صخر والدعجة والعجارمة. واستجهن المشاركون في المسيرة الإعتداءت التي كانت تنفذ بشكل منظم على الحراك الإصلاحي في الأردن، معتبرين حراكهم جزءاً من التعبير السلمي الذي منحهم أياه الدستور مطالبين رئيس الوزراء المكلف الجديد عون الخصاونة بحماية هذا المبدأ. وشارك في المسيرة قيادات إسلامية أبرزها المراقب العام السابق للإخوان المسلمين سالم الفلاحات، ورئيس مجلس الشورى في جماعة الإخوان عبداللطيف عربيات ورئيس المكتب السياسي لحزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني ارشيد. الى ذلك نفذ عشرات الاردنيين اعتصاماً بعد صلاة الجمعة أمس امام دار رئاسة الوزراء بمشاركة من الفعاليات الشعبية والشبابية للمطالبة بالمزيد من الاصلاحات ورفض استخدام البلطجة للتصدي للاحتجاجات الشعبية. كما جرت تظاهرات مماثلة في الطفيلة والكرك بلدة المزار الجنوبي ومادبا ومعان. على صعيد آخر واصل رئيس الوزراء الملكف عون الخصاونة مشارواته لتشكيل الحكومة التي يعتقد انها ستعلن الاثنين المقبل. ونقلت «فرانس برس» ان الخصاونة استقبل في منزله وفداً ضم حمزة منصور امين عام «جبهة العمل الإسلامي» ورئيس المكتب السياسي للحزب زكي بني ارشيد والناطق باسم جماعة الاخوان جميل أبو بكر. ووصف منصور اللقاء ب»الايجابي»، وقال للصحافيين عقبه «استمعنا لتوجهات رئيس الوزراء المكلف وهي ايجابية ونقدرها وعبّرنا عن وجهة نظر الحركة الاسلامية وتصورها للاصلاحات التي يحتاجها الوطن». وأكد دعم الحركة الاسلامية «أي توجهات او سياسات ايجابية او أي جهد يبذل لتحقيق الاصلاح المنشود». وسلّم القادة الاسلاميون الخصاونة مطالبهم التي تتعلق بتأجيل الانتخابات البلدية واجراء تعديلات جديدة على الدستور واخراج قانون جديد للانتخابات البلدية وحل مجلس النواب ومحاسبة الفاسدين.