60 غابة في منطقة الباحة رسمت حللاً من جمال الطبيعة، ونسجت خيوطها لترتدي ثوباً أخضر، ولتتبوأ مكانها في قلب الجنوب، بحيث لا يمكن لمن أراد السفر عبر طرقها البرية إلى مناطق أخرى إلا المرور بإحدى هذه الغابات التي تتنوع أشجارها ما بين «العرعر» و «الزيتون» و «السلم» و «الطلح» و»الشث» و «الطباق» و «التين الشوكي» و «العنب» و «المشمش» و «الرمان». ويصل عدد غابات الباحة إلى أكثر من 60 غابة منها، «برحرح» ، «الأنصب»، «جبر»، «جنبة»، «الحدب»، «الزرائب»، «الزرقاء»، «الشاعر»، «رغدان». إلا أن عدداً من سكان المنطقة بدوا متذمرين من عدم الاهتمام بها ورعايتها، إذ يشكو عبدالله الظفيري وهو من أحد سكان المنطقة من أن الكثير من الغابات في الباحة تفتقد للطرق المعبدة والواسعة، ولايوجد بها إنارة أو ملاعب أطفال ولا بوفيهات أو مطاعم، ولا دليل سياحي موزع في الأسواق أو الشقق المفروشة أو في مداخل المدينة للتعريف بمواقع الغابات، إضافةً إلى أن الكثير من الغابات مازالت على حالها منذ سنوات عدة، علاوةً على افتقاد بعضها للتجديد والمجسمات الجمالية والتراثية التي تشتهر بها المنطقة. ويؤكد «علي آل سالم» أن بعض الغابات تفتقد للنظافة وذلك بسبب عدم وعي المتنزهين بذلك، إضافة إلى الاعتداء على الغابات وما تحتويه من مرافق، ويقول: «لا بد أن نقر بأن بعض الغابات هي عبارة عن أشجار «العرعر» فقط، وأطلق عليها اسم غابة، ووضعت عليها لوحة تدل على ذلك، إلا أنها عبارة عن أشجار العرعر، بل إن بعضها أصبح مثل مردم نفايات لعابري الطريق والمتنزهين وسط غياب الاهتمام الرسمي عن تطوير هذه الغابات». من جهته، استعرض مدير العلاقات العامة والإعلام في أمانة منطقة الباحة والمتحدث الإعلامي لديها عبد الرحمن خلف ل «الحياة» جهود أمانة منطقة الباحة في الاهتمام بالغابات، مؤكداً أنها استحدثت مواقع للتنزه مخصصة للعائلات والشباب، ومسطحات خضراء في متنزه «رغدان» ومتنزه الأمير مشاري بمساحة تقدر ب 25ألف متر مربع، وتركيب 36 مظلة، واحدة منها كبيرة على شكل مسرح في حديقة الأمير محمد بن سعود، وهي خاصة بالاحتفالات، واستحداث 14 جلسة سواتر في متنزه «رغدان»، وتوريد 12 لعبة للأطفال كمجموعة متكاملة، و25 لعبة فردية، وإنشاء شبكات ري في متنزه الأمير مشاري، وطرق للمشاة، وملاعب للأطفال وجلسات للعائلات، وإنشاء أسوار حماية خرسانية على المطلات، ورصف وإنارة ممشى رياضي، وأعمال تكسية بالحجارة وأحواض زهور. وأضاف: «عملنا أيضاً على وضع طبقة إسفلتية بمساحة تزيد على 70 ألف متر مربع، مع توسعة الشوارع الداخلية بمساحة تزيد على 35 ألف متر مربع، وإنشاء دورات مياه جديدة في ستة مواقع ومواقف للسيارات، وأعمال تصريف لمياه الأمطار، وعمل نوافير وتغطية الأرض بالعشب الطبيعي، وتغيير الزهور في الميادين والشوارع، ووضع 900 حاوية للنظافة داخل المتنزهات والحدائق و1000 حاوية جديدة، سيتم توزيعها الشهر المقبل في الشوارع الرئيسة والقرى». « الدفاع المدني»: كثافة الغابات تضعنا أمام التحديات